علم الادارة الاسلامية، من كتاب العلوم الإنسانية الاسلامية، محمد كوراني
العلوم الادارة هو أحد العلوم الإنسانية و صنف فرعي من العلوم الاجتماعية و بالتالي كل انتقاد وارد على العلوم الانسانية و العلوم الاجتماعية ايضا صادقة بالنسبة للعلوم الادارة. هذا العلم رغم فوائده العملية في تنمية موهبة الادارة الا انه لا يصنع الموهبة، ارشدونا في تاريخ البشرية، قائد تعلم حسن القيادة من أحد، بل إنه موهبة يمكن ان ينمى ويزيد ويُطور بالعمل او من معلم او في جامعة باختصاص الادارة بحسب نوع المؤسسة ولكل شخص ظروف مختلفة عن الأخر.
المجمع عليه بين اساتذة علم الادارة بأن “علم الإدارة” هو أحد العلوم الإنسانية الحديثة، وقد اهتم بالطريقة المثلى للقيام بالأعمال في المؤسسات. هو مجموعة القواعد والمبادئ العلمية التي تهتم بالاستخدام الأنسب للموارد من قِبَل المؤسسات لتحقيق هدف المؤسسة بأقل وقت وجهد وكلفة ممكنة. علم الإدارة صنف فرعي من علوم اجتماعية وقد برع في هذا المجال العديد من العلماء أبرزهم: فريدريك تايلور، هنري فايول، آدم سميث.
وقد تفرعت اهتمامات هؤلاء العلماء في عدة نواحي فيما يختص بهذا الأمر حتى وصلت لعدد من المناهج الإدارية ركز فيها كل واحد منهم وكثيرون غيرهم على نقاط عدة، يمكن التعرف عليها بمجرد التعرف على المناهج الإدارية. الإدارة هي علم وفن وهي متجدده وليست قوالب ثابته كما أنها تقوم على العنصر البشري. ويمكن القول بأن الإدارة :- هي فن إنجاز الأعمال من خلال الآخرين (مشرفين ومرؤوسين )الذين يعملوتحت اشراف المدير.
ما هي الإدارة؟
أنها إنجاز الأهداف من خلال القيام بالوظائف الإدارية الخمسة الأساسية (التخطيط، التنظيم، التوظيف، التوجيه، الرقابة).
إن الهدف الشخصي من تعلم الإدارة ينقسم إلى شقين هما: زيادة المهارات الادارية و تقليل الاخطاء البشرية.
الوظائف الخمسة:
التخطيط: هذه الوظيفة الإدارية تهتم بتوقع المستقبل وتحديد أفضل السبل لإنجاز الأهداف التنظيمية.
التنظيم: يعرف التنظيم على أنه الوظيفة الإدارية التي تمزج الموارد البشرية والمادية من خلال تصميم هيكل أساسي للمهام والصلاحيات.
التوظيف: يهتم باختيار وتعيين وتدريب ووضع الشخص المناسب في المكان المناسب في المنظمة.
التوجيه: إرشاد وتحفيز الموظفين باتجاه أهداف المنظمة.
الرقابة: الوظيفة الإدارية الأخيرة هي مراقبة أداء المنظمة وتحديد ما إذا كانت حققت أهدافها أم لا.
المناهج الإدارية :
١) المنهج الكلاسيكي : وهو المنهج الذي ظهر في نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين، وقد ظهر هذا المنهج في أوروبا وأمريكا. ويتكون هذا المنهج من عدة نظريات إدارية منها : نظرية الإدارة العلمية لرائد المنهج الكلاسيكي الأمريكي فريدريك تايلور، ونظرية المبادئ الإدارية لواضعها الفرنسي هنري فايول، ونظرية البيروقراطية للألماني ماكس فايبر. ويعد هذا المنهج من أكثر المناهج الإدراية صرامة وتجاهلاً للموارد البشرية في التعامل معها باعتبارها نفساً إنسانية.
٢) المنهج السلوكي
المنهج السلوكي (Behavioral Approach) أحد أهم المناهج الإدارية، هو المنهج النقيض للكلاسيكي وأفكاره، و ظهر كردة فعل على نظريات المنهج الكلاسيكي في الإدارة، فقد انتقد هذا المنهج التركيز على الحافز الاقتصادي في المنهج الكلاسيكي عامة.
وكمنهج إداري فقد اهتم المنهج السلوكي بضرورة خلق علاقات إنسانية جيدة وحالة رضا عالية بين الأفراد في المؤسسة، كذلك توازن بين تحقيق أهداف الإدارة وتحقيق رغبات الأفراد، وعلى رأسها الحاجات الاجتماعية والنفسية التي يمكن تحفيزهم من خلال تحقيقها.
أهم روّاده التون مايو من خلال مصانع هوثرون الشهيرة، ظهرت نتيجة لتجارب هوثورن في مصانع وسترن إلكتريك الأمريكية اهتمت بالعنصر البشري وبخلق علاقات إنسانية بوصفها الأهم والأكثر تأثيراً على العمل.
٣) المناهج الحديثة
أسهم التقدم التكنولوجي والإداري الذي حصل في العالم بعد الحرب العالمية الثانية في ظهور هذه المجموعة من المبادئ بعد الحرب العالمية الثانية، أبرزها:
4) الادارة الموقفية :
الإدارة الموقفية وهو من أكثر المبادئ الإدارية مرونة حيث يقر علماؤه أنه لا توجد نظرية واحدة ثابتة للإدراة يمكن تطبيقها في كل المؤسسات وفي جميع الظروف. الإدارة بالأهداف: هو المبدأ الذي يركز على كيفية تحقيق المؤسسة لأهدافها، ويعتمد هذا الأسلوب على المشاركة الديمقراطية وحس العلاقات بين المديرين والمنفذين. ويبدأ بتحديد الأهداف والوسائل التي تساعد في تحقيقها. فهذا المنهج الاداري أكبر دليل على أن مبادئ هذا العلم ليست مبادئ حقيقية بل هي امور نسبية، يقوم العلماء بتحليلها
هنري فايول :
هنري فايول (بالفرنسية:Henri Fayol) أحد علماء الإدارة الكلاسيكية، كتابه المشهور الإدارة العامة والصناعية عام 1916م. إنجازات فايول تشمل :
•تصنيف النشاطات الإدارية لست مجموعات: فنية وتجارية ومالية والأمنية ومحاسبية وإدارية.
•تحديد مهارات وصفات إدارية يستلزم وجودها بالمدير: جسدية، عقلية، خُلقية، ثقافية، وفنية.
•تصنيف وظائف الإدارة إلى خمسة وظائف هي: تنبؤ، تخطيط، تنظيم، إصدار الأوامر (قيادة)، تنسيق، رقابة.
تطوير مبادئ الإدارة بشكل عالمي حيث اقترح أربعة عشر مبدئاً للإدارة ما يزال مفيد استخدامها في الإدارة الحديثة (نظرية المبادئ الإدارية)، وتتمثل هذه المبادئ فيما يلي:
1-تقسيم العمل. 2-توزيع الصلاحيات بالتناسب مع المسؤوليات. 3-الانضباط. 4-وحدة الأوامر. 5- وحدة التوجيه. 6-إخضاع المصلحة الخاصة للمصلحة الجماعية. 7-المكافأة. 8-المركزية. 9-التدرج الهرمي للسلطة. 10-النظام. 11-العدالة. 12-استقرار الأفراد العاملين (الأمن الوظيفي). 13-المبادرة. 14-روح التعاون الجماعي (أي وحدة العاملين في المؤسسة).
الإدارة الموقفية :
الادارة الموقفية أو المدرسة الظرفية Contingency Approch) من أنجح المناهج الإدارية، وهو أحد المناهج الحديثة في علم الإدارة. يمثل هذا المنهج اعترافاً من علماء الإدارة أنه لا يوجد نظرية إدارية واحدة ثابتة يمكن تطبيقها بشكل مستمر في مختلف أنواع المؤسسات ولجميع الظروف. حيث أن ما يصلح لمؤسسة قد لا يصلح لأخرى، لذا يتم استخدام نظريات بشكل انتقائي حسب الظرف أو الموقف. ويتأثر المديرون في إدارة مؤسساتهم بمجموعة من العوامل والظروف المتغيرة التي تواجههم، مما يوجب عليهم التكيف مع هذه العوامل بأساليب مناسبة تمنكهم من تحقيق الأهداف المرجوّة.
نظرية Z اليابانية في علم الادارة
هي إحدى النظريات الإدارية الحديثة والتي حققت نجاحاً لافتاً، ابتكرها العالم الياباني وليم أوشي، طرحها في كتاب “نظرية Z”، وكنتيجة حققت الشركات اليابانية إنتاجية أكبر من الشركات الأمريكية.
المبدأ العام
استحدثت فكرة الإدارة اليابانية من البيئة الاجتماعية الخاصة بالمجتمع الياباني، وبخاصة الأسرة اليابانية التي تقوم على مبدأ الاحترام لرب الأسرة، وإطاعة أوامره، في حين يكون مسؤولاً عنهم ومشاركاً إياهم في اتخاذ القرار، وانعكس هذا بدوره على العمل الإداري داخل المؤسسات، على اعتبار أن المديرين والأفراد بمثابة الأسرة الواحدة، مما كان له أحسن الأثر على إنتاجية الأفراد وإخلاصهم لمؤسستهم بشكل ليس له مثيل.
عناصر الإدارة اليابانية
1) ضمان الوظيفة للموظف مدى الحياة، أي الاستقرار والأمن الوظيفي، إذ لا تلجأ المؤسسات اليابانية إلى الاستغناء عن الأفراد حتى في أصعب الظروف الاقتصادية، مما كان له أكبر الأثر على إبداعه وإنتاجيته.
2)العمل كفريق، والشعور الجماعي بالمسؤولية عن العمل الذي يقوم به الفرد، ففي كثير من الأحيان يتم قياس الإنتاج بالجهد الجماعي، وبالتالي تكون المكافأة جماعية لا فردية.
3)أسلوب المشاركة في اتخاذ القرار، مما يخلق انسجاماً وتوافقاً بين أهداف العاملين، وأهداف المؤسسة، ويوفر نوعاً من الرقابة الذاتية، ويتمثل أسلوب المشاركة في ما يسمى بحلقات الجودة Quality Circles وهي مجموعة عمل صغيرة تتشكل على مستوى المؤسسة بهدف تأمين الجميع ومشاركتهم في جهود تحسين ما تنتجه المؤسسة، وتحليل المشكلات الفنية والإدارية واقتراح حلول لها.
4)الاهتمام الشامل بالأفراد، من حيث تكافؤ الفرص والعدالة والمساواة والتعامل مع القوى البشرية دون تمييز، وتوفير مقومات الحياة والاستقرار لهم؛ من حيث السكن والرفاهية ومتطلبات العيش الكريم، مما يخلق أجواءً من التعاون والاحترام المتبادل بينهم، ونوعاً من التفاعل الطبيعي بين العمل والحياة الاجتماعية.
5)عدم التسرع بالتقييم والترقية، والتركيز على تطوير المهارات المهنية للأفراد، حيث يتم نقل الموظف من موقعه إلى موقع آخر على المستوى الإداري الواحد نفسه، ليعطي العمل صفة الشمولية والكمال.
6)تحسين إنتاجية المؤسسة من خلال المشاركة في وضع الأهداف والمشاركة في تنفيذها.
نظرية X ونظرية Y
هما نظريتان حول الدوافع البشرية، تم إنشاؤها وتطويرها من قبل ماكغريغور دوغلاس في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا – مدرسة سلون للإدارة في الستينات من القرن المنصرم، وتستخدم في إدارة الموارد البشرية والسلوك التنظيمي، الاتصالات التنظيمية و تنمية الموارد البشرية. وهي تصف موقفين مختلفين للغاية عن دوافع القوى العاملة. ورأى ماكغريغور أن الشركات تتبع أحد النظريات أو الأخرى. كما أعرب عن اعتقاده في أن العامل الأساسي في ربط تحقيق الذات بالعمل يكمن في رفع ثقة الإداريين بمرؤوسيهم.
نظرية X
في هذه النظرية التي ثبت تأثيرها العكسي في الممارسة الحديثة، تفترض الإدارة بأن الموظفين بطبيعتهم كسالى ويتجنبون العمل إذا ما في وسعهم ذلك. ونتيجة لهذا، تعتقد الإدارة بأنه يجب أن يخضع العمال إلى نظم إشراف شاملة عن كثب باستخدام عناصر التحكم المتقدمة. وهناك حاجة إلى بنية هرمية محكمة. وفقا لهذه النظرية، فإن الموظفين سيظهرون قليل من الاندفاع فقط نحو العمل مع غياب برامج الحوافز التحريضية.
نظرية Y : في هذه النظرية، تفترض الإدارة بأن الموظفين طموحين ولهم دوافع ويتحلون بممارسات ضبط النفس. يعتقد بأن الموظفين يتمتعون بواجباتهم سواء من العمل الذهني أو البدني، ولديهم القدرة على حل المشاكل الإبداعية، ولكن غالبا لا تستخدم مواهبهم في معظم المنظمات. وبإعطائهم الظروف المناسبة، فإن إداريي النظرية Y يرون بأن الموظفين سوف يتعلمون التماس وقبول المسؤولية وممارسة ضبط النفس في سبيل إنجاز الأهداف التي التزموا بها.