اعترافات قاتل إقتصادي

قراءة موسعة في كتاب اعترافات قاتل اقتصادي – جون بيركنز

لست خبيرا بالاقتصاد ، لكن لدي إيمان أن الإقتصاد جوهر السياسة والعلاقات الدولية ، وأساس  السلم وسبب الحرب ، و التحالف والتصادم بين الامم ، بل هو الذي قاد الي نشوء الدولة الوطنية في اوربا من خلال المدن التجارية في المانيا وايطاليا وفرنسا ، فوحد هذه الدول ، قبل اتفاقية ويستفيليا .

، شدني هذا الكتاب الى كتب   اخري مرتبطه به لمعرفة اعمق اشكالية الامة العربية التي تشكلت بصورها الحالية من بعد عصر التنظيمات العثمانية ، ودخول عصر الانتداب والاستعمار ، فلخصت هذا الكتاب بعذ قراءه اكثر من مره ، اضفت احيانا امثلة لا تخل بالجوهر .

 

يتسم  الكتاب الذي بين ايدنا بالسهولة ، والسلاسة ، حيث جمع  الكاتب في هذا الكتاب بين الحقائق ، والارقام ، والقصص ، والامثلة ، ولمعرفة اهمية هذا الكتاب علينا أن نعرف من هو جون بيركنز مؤلف كتاب القاتل الاقتصادي الذي فضح اللعبة ، فالكاتب ليس اكاديميا ولا باحثا ولا محللا من الخارج بل هو شاهد من الداخل، عمل  في قلب شبكة الهيمنة الاقتصادية الأميركية، وشهد بعينيه كيف تبنى  الإمبراطوريات في العالم الحديث ليس بالغزو العسكري، بل بالإغراق المالي.

 

كتاب اعترافات قاتل اقتصادي، الصادر عام 2004، تجربته الشخصية لخبير اقتصادي عمل في شركة استشارات أميركية تدعى Chas T. Main، كان مكلف  بإعداد تقارير اقتصادية ترسم صورة وردية كاذبة لمستقبل الدول النامية ، نضخم فيها احتياجات الطاقة ، نبالغ في توقعات النمو ، نقدم قروضا بمليارات الدولارات لمشاريع لا يحتاجها البلد أصلا ، الهدف لم يكن التنمية، وانما الدولة إلى فخ الديون، بحيث تصبح طوع يد أميركا والشركات متعددة الجنسيات ، يقول عن القتله الاقتصاديين بإنهم (رجال يعملون خلف الستار، بربطات عنق أنيقة وحقائب جلدية، يستخدمون المال بدل السلاح، والديون بدل الجيوش، ليُخضعوا الدول النامية ويجعلوها خاضعة للأجندة الأميركية)

 

اهتميت بالكتاب لاني مهتم بفهم ماذا يجري في دولنا ، علي مستوي البناء الداخلي ، وعامل الخارج في كل هذا الخراب ، فالكتاب يوضح أن  كثيرا من الحروب الباردة والصراعات التي كنا نظنها سياسية أو أيديولوجية، كانت في الحقيقة صفقات مالية ضخمة، هدفها السيطرة على الموارد والأسواق ، فاللعبة الاقتصادية لا تقل قذارة عن اللعبة العسكرية، لكنها أكثر خفاء وخطورة، ويضرب أمثلة بصفقة ديون الأرجنتين مع صندوق النقد الدولي، التي أدت إلى احتجاجات شعبية ضخمة في 2022 و2023 ، مشاريع ميناء هامبانتوتا في سريلانكا بتمويل صيني، التي أدت إلى وقوع الميناء تحت السيطرة الصينية بعد عجز الدولة عن سداد الديون ، أزمة ديون لبنان، حيث أصبح البلد رهينة لمطالب الإصلاحات الدولية مقابل أي مساعدات مالية ، كل ذلك يتم وفق قاعدة كلها تكرار المال، ثم الديون، ثم السيطرة.

 

– لا ينسي بيركنز من سرد قصص ميدانية واقعية عاشها بنفسه تؤكد كيف  تتحول الدولة إلى سلعة تباع وتشتري ويعترف بها بجرأة . هذه القصص لا تكشف فقط فساد النظام الأميركي، بل تكشف هشاشة الدول النامية، وكيف أن وعود التنمية تتحول بسرعة إلى فخاخ ديون وتبعية قاتلة.ومن هذه الامثلة إندونيسيا في السبعينيات، بعد سقوط سوكارنو، أرادت أميركا أن تضمن بقاء إندونيسيا في المعسكر الغربي. حيث كلف الكاتب  بإعداد تقارير توصي بتمويل مشاريع طاقة ضخمة، بناء سدود ومحطات كهرباء تفوق حاجات البلد. حيث يقول بحسب ما جاء في الكتاب (التقارير كانت مليئة بالأكاذيب. كنا نضخم أرقام الاستهلاك المستقبلي، وندّعي أن البلد سيشهد طفرة صناعية. الحقيقة أن الأموال لم تكن لتذهب إلى الشعب، بل إلى شركاتنا ، الشركات مثل Bechtel وHalliburton حصلت على العقود، وإندونيسيا غرقت في ديون هائلة جعلتها رهينة الشروط الأميركية لعقود.)

من اقصى اسيا الي امريكا الجنوبية بالتحديد في دولة الإكوادور يتحدث الكاتب بمراره فيقول (أقنعت الإكوادور بقروض هائلة، ثم حصلنا على نفطها مقابل تسهيلات مالية. عندما حاول الرئيس خايمي رولدوس المقاومة، بدأ يتعرض للتهديدات. ثم فجأة، في 1981، تحطمت طائرته. كثيرون يعرفون أن هذا لم يكن حادثا)

وفي بنما جار امريكا القريب يسرد الكاتب قصته مع الرئيس عمر توريخوس حيث يصفة بأنه  شخصية كارزمية ومحبوبة من شعبه، وأراد استعادة قناة بنما من السيطرة الأميركية.وقد  حاول الكاتب التفاوض معه لإغرائه بالصفقات والقروض، لكنه رفض يقول في الكتاب انه (اعجب به، تمنى أن يبقى طوال   حياته، لكنه قال بعد أشهر، مات ايضا في حادث تحطم طائرة. مرة أخرى، الرسالة كانت واضحة)

وفي  السعودية يقول  يتحدث الكاتب عن صفقة القرن النفطية، التي رافقت ارتفاع الأسعار في  السبعينيات التي رافقت حرب اكتوبر ، عندما  أميركا رتبت اتفاقا سريا: تشتري السعودية الأسلحة والتكنولوجيا الأميركية، وتستثمر الفوائض المالية في سندات الخزانة الأميركية، مقابل ضمان الحماية العسكرية. النتيجة كما يقول السعودية أصبحت آلة ضخ أموال للولايات المتحدة، لا يمكنها الخروج من اللعبة، وإلا ستفقد كل شيء)

أما إيران قبل ثورة 1979، كان الشاه مدعوما بالكامل من واشنطن ولندن، بعد إسقاط رئيس الوزراء محمد مصدق الذي أراد تأميم النفط الإيراني لصالح الشعب الإيراني تدخلت الدول الغربية وعلي رأسها المخابرات الامريكية ( عندما فشلت المفاوضات، جاء الانقلاب. وعندما فشلت ديكتاتورية الشاه، جاء الانفجار الشعبي. هذه حلقة نراها تتكرر مرارا) أما البرازيل الذي نختتم بها يقول الكاتب أنه التقى بعمدة قرية كانت تعتمد على قطع الأخشاب. بعد فرض قيود دولية لحماية غابات الأمازون، وجد السكان أنفسهم بلا عمل، بلا مهارات جديدة، بلا بدائل ) ويعلق علي هذه الحادثه بقولة العولمة لم تبن  بدائل لهم، بل أغلقت بابا وتركتهم في فراغ قاتل. وهذا ما يغذي الغضب، التمرّد، وحتى الجريمة المنظمة.

 

– نقطة أخرى يتحدث الكتاب عن  محور  المشاريع الوهمية التي يرى الكاتب انها تأتي لاشاعة ثقافة الاستهلاك وايس لتلبية حاجة مجتمعية ، يصف الكاتب كيف كان يجري تضخيم تقديرات الطلب على الكهرباء، أو المطارات، أو المصانع، بحيث تبدو الدولة محتاجة لاقتراض مليارات. لكن المشاريع في النهاية لا تبنى لخدمة السكان، بل لخدمة العقود الأميركية (لم يكن الهدف بناء مدارس أو مستشفيات أو دعم الفقراء. الهدف كان واحدًا: أن تتحول الدولة إلى رهينة ديون لا تنتهي) ويدلل الكاتب بالعديد من الأمثلة منها مشروع سد النهضة في إثيوبيا: رغم أنه مشروع محلي بتمويل داخلي جزئي، إلا أن تقارير كثيرة حذّرت من المبالغة في تقديرات الجدوى الاقتصادية، ومن مخاطر تحميل البلاد ديونًا ضخمة .كذلك المطارات العملاقة في غينيا وموزمبيق: مشاريع بُنيت فوق قدرتها التشغيلية، بتمويل خارجي، وانتهت بمطارات شبه فارغة لا تحقق عوائد تغطي كلفة إدارتها . وموانئ الحزام والطريق الصينية: سريلانكا، بعد أن عجزت عن سداد قروض ميناء هامبانتوتا، اضطرت لتسليمه للصين بعقد إيجار 99 سنة . والمناطق الاقتصادية في باكستان: أُعلن عن مناطق صناعية ضخمة في إطار الحزام والطريق، لكنها حتى اليوم تعاني من نقص الاستثمارات الفعلية وارتفاع كلفة الديون، واليوم هناك مشاريع نيوم ، القاهرة الجديده ، وابراج تنفق عليها مليارات دون تغيير في حياة المواطنين .

 

يقول الكاتب  مع نهاية الحرب الباردة، ظهرت ثلاث قوى غير عسكرية غيرت مسار العالم ديمقراطية التكنولوجية ، و ديمقراطية المعلومات، و ديمقراطية التمويل. يرى الكتاب  أنها قلبت كل المفاهيم التقليدية للقوة ، ديمقراطية التكنولوجيا

لم تعد التكنولوجيا حكرا على الحكومات أو الجيوش. اليوم أي شاب في قرية نائية يملك هاتفا ذكيا متصلا بالأقمار الصناعية يستطيع رؤية ما يحدث في البيت الأبيض أو الكرملين لحظة بلحظة (لكن الديمقراطية هنا لا تعني العدالة. التكنولوجيا أعطت بعضنا أدوات خارقة، لكنها تركت آخرين متأخرين في الهامش) ولتوضيح الأمر يضرب الكاتب أمثلة منها مثلا شباب في العالم العربي قادوا احتجاجات عبر واتساب وتويتر دون حزب أو مؤسسة ، ومثال ثاني شبكات الجريمة تستخدم تطبيقات التشفير لإدارة تجارة البشر والمخدرات ، واخيرا شركات التكنولوجيا الكبرى (أمازون، غوغل) تعرف عنك أكثر مما تعرفه حكومتك.

– أما ديمقراطية المعلومات مع الإنترنت، فيرى الكاتب أنها اسقطت الحواجز بين الناس والمعرفة: لم تعد بحاجة إلى مكتبة كبرى أو جامعة عريقة لتعرف.

لكن بيركنز يحذر من الوجه الآخر (المشكلة لم تعد في الوصول إلى المعلومة، بل في قدرتك على تمييز الصحيح من الزائف، المهم من التافه) فاليوم، ملايين البشر يغرقون يوميا في سيل من الأخبار، الإشاعات، التحليلات، الإعلانات، لدرجة أن الفوضى أصبحت أخطر من الرقابة.

وأخيرا ديمقراطية التمويل فيرى الكاتب أنها أخطر القوى الثلاث: المال لم يعد يتحرك فقط عبر الحكومات والمصارف المركزية. اليوم هناك مليارات الدولارات تُنقل يوميا عبر الإنترنت، العملات الرقمية، صناديق التحوط، تطبيقات الاستثمار (لكن هذه الديمقراطية ليست للجميع. الأغنياء يملكون الأدوات الكبرى، والفقراء يظلون أسرى التغيرات التي لا يفهمونها ولا يستطيعون التأثير فيها) ويضرب الكتاب أمثلة منها انهيار الليرة اللبنانية بعد هروب أموال ضخمة خلال أيام ، و صعود بيتكوين كعملة عالمية خارج سيطرة أي دولة.

– المستثمرون الأفراد الذين رفعوا قيمة أسهم GameStop أمام كبار المضاربين في وول ستريت عام 2021.

– محور اخر يناقشه الكتاب وهو محور الأفراد الاقتصاديون الذين اكتسبوا قوة: الوجه الخفي للعولمة حيث  يرسم الكاتب صورة مرعبة فيقول لم تعد القوة اليوم فقط بيد الدول. هناك أفراد، لاعبين منفردين، قادرين على تحريك أسواق، إسقاط حكومات، إشعال أزمات ، ويضرب أمثلة جورج سوروس راهن ضد الجنيه الإسترليني عام 1992، وكسب مليار دولار في يوم، وأسقط بنك إنجلترا عمليا  ، ونضيف نخن إيلون ماسك، بتغريدة واحدة، قادر على رفع أو خفض عملة رقمية مثل Dogecoin بنسبة 30% ، واخيرا قراصنة إلكترونيون اخترقوا أنظمة بنكية كبرى وسرقوا ملايين من الحسابات حول العالم( الخطر الأعظم اليوم لا يأتي من الجيوش، بل من أفراد اكتسبوا بفضل العولمة قوة هائلة، ويكرهون أميركا أكثر من أي وقت مضى)

– محور الفساد والابتزاز الذي  يحلل الدول  من الداخل ، يعترف الكاتب بأن المشكلة ليست فقط في أميركا أو المؤسسات الدولية(في كثير من الأحيان، نحن نغرس بذور الفساد، لكن الدول نفسها هي من تسقيها وتُغرق فيها) لكن كيف؟ القروض تعطى لتستثمر ، لكنها تذهب إلى جيوب السياسيين، العقود الضخمة تُمنح لشركات محلية متصلة بالنظام، بلا شفافية ، الديون تركب ، والخدمات تنهار، والفقراء يدفعون الثمن.

ففي لبنان، مليارات دفعت لإصلاح الكهرباء، ولا يزال البلد يغرق في العتمة ، وكذلك الامر في اليمن ازمة الكهرباء ابتلعت مليارات دون حل ، في فنزويلا، أغنى دولة بالنفط في أميركا الجنوبية، انهارت الخدمات العامة بفعل فساد مستشر ، في نيجيريا، رغم ثروات النفط، يعيش ملايين تحت خط الفقر بسبب نهب النخب السياسية.

– ينتقد تلكتاب  العولمة التي سوقت لنا كقميص القيد الذهبي في حين تحولت الي انفتاح مقيداً ،فالعولمة تقدم دايما كفرصة ذهبية ، دخول الأسواق العالمية ، جذب الاستثمارات ، تحسين مستويات المعيشة ، نقل التكنولوجيا والمعرفة.

لكن الكاتب  يُعطيها اسما مخيفا قميص القيد الذهبي (إنه جميل من الخارج، لكنه يُشد شيئًا فشيئًا، حتى تكتشف أنك لم تعد قادرًا على خلعه، ولا على التنفس بدونه)

ويوضح الكتاب كيف يعمل هذا القيد؟ توقيع اتفاقيات التجارة الحرة ، فتح السوق أمام الشركات متعددة الجنسيات ، خصخصة المرافق العامة (الماء، الكهرباء، النقل، التعليم) ، ربط العملة المحلية بالدولار أو اليورو ، اعتماد سياسات صندوق النقد: تخفيض الإنفاق العام، رفع الضرائب، تقليل الدعم للفقراء ، كل هذا يجعل الدولة مرتبطة بالسوق العالمية، بحيث أي محاولة للخروج تُعاقَب فورا ، انهيار عملة، هروب استثمارات، عقوبات سياسية ، ويضرب الكاتب أمثلة من دول متعددة

– الأرجنتين: كل مرة حاولت التحرر من شروط صندوق النقد الدولي، واجهت انهيارًا اقتصاديًا داخليًا.

– اليونان خلال أزمة الديون: وافقت على خطط إنقاذ قاسية من الاتحاد الأوروبي، لكنها دفعت الثمن في صورة بطالة جماعية، وانهيار للطبقة المتوسطة.

– سريلانكا: اضطرت إلى تسليم ميناء هامبانتوتا للصين بعد عجزها عن سداد الديون.

هل من سبيل للنجاة وكسر القيد ؟

يقول الكاتب إن دول مثل الصين، التي دخلت اللعبة بشروطها الخاصة، وأبقت قبضتها على القطاعات الحيوية. لكنها استثناء. معظم الدول النامية لم تدخل إلا لتصبح قطعًا في شبكة معقدة من الهيمنة الاقتصادية.كحين تدخل لعبة العولمة، لا تعود لاعبًا مستقلًا. تصبح جزءًا من قطيع إلكتروني، تحركه مصالح الكبار)

هذا محور اضفته بعد قراءة الكتاب حول دور أميركا ترامب الدي تحول  من الهيمنة الخفية إلى الصفقات العارية ، فأميركا، كما يصفها بيركنز، ليست بلد يقود العالم بالقيم. هي بلد يقود العالم بالعقود، القروض، الشركات، الدولار، القواعد العسكرية (ليس كل القتلة يحملون البنادق. بعضهم يحمل دفاتر شيكات) و أدوات أميركا الشركات متعددة الجنسيات (من شيفرون إلى كوكاكولا) ، الدولار كعملة احتياط عالمي ، صندوق النقد الدولي والبنك الدولي كأدوات ضغط ، القواعد العسكرية الممتدة من الخليج إلى اليابان.

ماذا فعل ترامب؟

لم يخترع ترامب هذه المنظومة، لكنه كشف وجهها الحقيقي(كل شيء من أجل أميركا. كل شيء صفقة. كل شيء قابل للبيع) حيث قام

بالانسحاب من اتفاقية باريس للمناخ ، فرض حرب تجارية مفتوحة مع الصين ، فرض عقوبات شديدة على إيران وفنزويلا وكوريا الشمالية ، تقليص المساعدات للدول الفقيرة ما لم تقدّم تنازلات سياسية.

ترامب أدار أميركا مثل شركة عملاقة، لا كزعيم عالمي، وهذا جعل الهيمنة الاقتصادية الأميركية تبدو أكثر وضوحًا وقسوة.

– اقتباسات مختارة من الكتاب

(أنا قاتل اقتصادي. أقتل عبر العقود، لا عبر البنادق.)

(لقد خلقنا نظامًا عالميًا يشبه الإمبراطورية، لكنه لا يستخدم الجيوش، بل الديون)

(عندما لا تنجح خطتي، يأتي رجال الظل. وحين يفشلون، تتحرك الجيوش)

(القروض الكبرى لم تكن لتُستخدم لبناء مستقبل أفضل، بل لتدمير أي فرصة للاستقلال)

(حين واجهني ضميري، حاولت إسكات نفسي بالأموال: العمولات، المكافآت، الزيادات في الراتب)

(ليس كل القتلة يحملون مسدسات. بعضهم يحمل دفاتر شيكات)

(ربما لم يعد بإمكاننا تغيير الماضي، لكن يمكننا تغيير المستقبل… شرط أن نفهم أولًا كيف يُدار هذا العالم)

-تعبيرات بيركنز عن نفسه ومشاعره

(كنت أرتدي بدلة وربطة عنق، كنت أزور الرؤساء والملوك، لكني في داخلي كنت أعرف: أنا قاتل اقتصادي.)

(كنت أعود إلى غرفتي في الفندق الفاخر، أقف أمام المرآة، وأتساءل: من أنا بحق الجحيم؟)

(كل مرة كان ضميري يلسعني، كنت أُسكت نفسي بالأموال. كنت أبرّر لنفسي: كلهم يفعلون ذلك)

(لم أكن وحدي. كنا شبكة: البنك الدولي، صندوق النقد، الشركات الكبرى، الحكومات.)

(الكتابة كانت طريقتي الوحيدة للتكفير. لم أستطع إسقاط النظام، لكنني استطعت فضحه)

واخيرا لماذا نحتاج قراءة هذا الكتاب الآن؟

اعترافات قاتل اقتصادي ليس فقط شهادة عن الماضي، بل تحذير للحاضر والمستقبل.

العالم الذي وصفه بيركنز ما زال قائمًا: الصين تنافس أميركا عبر مشروع الحزام والطريق ، روسيا تلعب بنفوذ الطاقة ، المؤسسات الدولية ما زالت تفرض شروطًا قاسية على الدول الفقيرة(إذا لم نفهم اللعبة، سنبقى دمى فيها.)

اليوم، بفضل التكنولوجيا، صار الأفراد قادرين على فضح الظلم، لكن فقط إذا وعوا أولًا كيف تتحرك خيوط اللعبة.

بيركنز يتركنا مع رسالة أخيرة:

(ربما لم يعد بإمكاننا تغيير الماضي، لكن بإمكاننا تغيير المستقبل… شرط أن نفهم أولًا كيف يُدار هذا العالم.)

روابط إضافية

مقالات إضافية

باطن الارض أفضل من ظاهرها،…

*بَاطِنُ الأَرْضِ أَفْضَلُ مِن ظَاهِرِهَا* محمد كوراني في زمنِ العواصفِ الجيوسياسيةِ العاتيةِ،…

*الملذّات في حياة الإنسان: طريقٌ…

*الملذّات في حياة الإنسان: طريقٌ نحو الكمال لا نحو الغرق* يُخطئ كثيرٌ…

الاثرياء يبنون ملاجئ لهم

المليارديرات حول العالم يبنون ملاجئ تحت الأرض لأنفسهم بشكل جماعي. • زوكربيرغ…

مقالات إضافية

باطن الارض أفضل من ظاهرها،…

*بَاطِنُ الأَرْضِ أَفْضَلُ مِن ظَاهِرِهَا* محمد كوراني في زمنِ العواصفِ الجيوسياسيةِ العاتيةِ،…

*الملذّات في حياة الإنسان: طريقٌ…

*الملذّات في حياة الإنسان: طريقٌ نحو الكمال لا نحو الغرق* يُخطئ كثيرٌ…

الاثرياء يبنون ملاجئ لهم

المليارديرات حول العالم يبنون ملاجئ تحت الأرض لأنفسهم بشكل جماعي. • زوكربيرغ…