هناك قلق متزايد بشأن تأثير أنواع التلوث في عصر التكنولوجيا ونموذج الحياة الغربية على الصحة النفسية، فجميع أنواع التلوث الناتجة عن العولمة الغربية تزيد حالة التذبذب النفسي والعقلي وحالة الشك والترديد عند البشر ولذلك من المهم جدا التمسك بالمقدمات العقلية والمنطقية الثابتة للخروج من هذا التذبذب في العقائد الثابتة عقلا. إن استخدامنا للأجهزة الإلكترونية يجب ألا يطغى على احتياجاتنا الإنسانية الأساسية الأخرى. “نحن نحتاج للنوم لعدة ساعات يوميا، كما نحتاج لتخصيص ساعتين لممارسة الأنشطة البدنية، ونحتاج للخروج في الهواء الطلق والتعرض للضوء الطبيعي. فإذا كان استخدامك للأجهزة الإلكترونية يجعلك تهمل أنشطتك الأساسية الأخرى، فهذا يعد خطرا على حياة الناس”. لعل المجتمعات المدنية لم تعد تهنأ بالراحة النفسية كما كانت في العقود الماضية، كما لم تعد تحصل على الراحة الجسدية من النوم، اذ تجدها تستيقظ من ليلها لتعاني من آلام كثيرة وتشنجات عضلية ومزاجات متعكرة، خلافا للايام الخالية وخلافا لما قد تشعر به عند زيارة القرى النائية او قضاء بعض الليالي في رحاب الطبيعة، بعيدا عن صخب وضوضاء المدينة. ومرد هذه الاعراض وما قد يرافقها من حالات ارق قبل النوم، هو أيضا ناتج عن التلوث الكهرومغناطيسي الناجم عن مصادر الطاقة الكهربائية والامواج اللاسلكية المنبعثة من اجهزة الاتصالات الخلوية. فضلا عن المنبهات الرقمية واجهزة الراديو والتلفزيون وما يتشعب عن قائمة الكهربائيات المنزلية والتي تتضمن المايكرويف والمكنسة الكهربائية والدفايات المنزليية او المكتبية الصغيرة. فمصادر التلوث، كما تفيد الابحاث كثيرة. رغم ان أقلها كالمنبهات الرقمية، قد تكون كافية لتوليد مجال كهرومغناطيسي يربك عمل الخلايا الدماغية الحسية ويخل بالإيقاع الحيوي Biorythm، ليؤثر سلبا على الدورة الطبيعية للنوم واليقظة، فيحول دون النوم الهانىء الكفيل بتجديد قوى الفرد وطاقته. اذ تتسم الموجات الكهرومغناطيسية بقدرتها على اختراق الاجسام البشرية والتفاعل مع الخلايا الحية وإحداث تغييرات بيولوجية فيها بشكل ينتج خللاً واضطراباً في أداء أجهزة الجسم المختلفة وخصوصاً الجهاز الدوري والجهاز التناسلي والمخ والأعصاب. كما توصل عدد كبير من العلماء إلى أن الاقتراب طويلاً من مجال الكهرباء يسبب ارتفاع معدلات الإصابة بسرطان الدم وأورام المخ وإجهاض الحوامل. ناهيك عن ارتفاع الضغط وفقدان الذاكرة بصورة تدريجية وضعف الابصار. فمن جهة أخرى كل عامل و كل تلوث يسبب ضعف القوى العقلية فهو يزيد من حالة التذبذب والشك في العقيدة، مهما كانت عقيدته صح أو غلط. اذ تؤثر هذه الموجات على سريان المواد الكيماوية عبر الأغشية الداخلية وتتدخل في تركيب المادة الوراثية ، لتغير أيضاً في نشاط الهرمونات والكيماويات للجسم، مما قد يؤدي إلى تشوه الأجنة، أو التخلف العقلي ، فضلاً عن حدوث اضطرابات في ضربات القلب واضطرابات في أنماط الأكل والتنفس والنوم. أيضا كشفت العديد من الدراسات عن وجود ارتباط بين تلوث الهواء، وظهور بعض المشاكل العصبية، حيثُ إنّ زيادة التعرض للجسيمات الملوثة أدى إلى ارتفاع مستويات السيتوكينات (Cytokines)؛ وهي تلك الجزيئات التي تنظم الاستجابة الالتهابية للجسم، وظهور بعض الأمراض العصبية المرتبطة بالتهاب الدماغ؛ كالقلق، والاكتئاب، وقد تتفاقم شدة هذه على المدى البعيد حتى تصل إلى العديد من اضطرابات الجهاز العصبي المركزي؛ مثل مرض ألزهايمر، ومرض باركنسون، والسكتات الدماغية. تظهر الدراسات الحديثة الصادرة عن برنامج الأمم المتحدة للبيئة وشركائه أن كل شيء بدءاً من تغير المناخ والضوضاء وتلوث الهواء وصولاً إلى التلوث الكيميائي يؤثر على صحة الناس النفسية و تزيد حالة الشك والترديد. أيضا وجد تقرير آفاق عام 2022 الصادر عن برنامج الأمم المتحدة للبيئة أنه مع نمو المدن، فإن التعرض لفترات طويلة لمستويات عالية من الضوضاء الناجمة عن الطرق والسكك الحديدية والمطارات والصناعة يضر بالصحة النفسية للأشخاص من خلال التسبب في اضطرابات نفسيه ويُظهر تقرير اليونيسف المعنون ’’خطر في الهواء‘‘ أن التعرض لمستويات عالية من تلوث الهواء يمكن أن يؤدي إلى مشاكل نفسية وسلوكية في وقت لاحق من الطفولة، بما في ذلك اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط والشعور بالقلق والاكتئاب. تسلط الحملة الضوء على أهمية معالجة تلوث الهواء الناجم عن قطاعات الصناعة والنقل وإدارة النفايات والأسر المعيشية والزراعة وتحسين إدارة نوعية الهواء من خلال اعتماد معايير نوعية الهواء الجيد . أما الغذاء المعدل وراثيا فقد رصد علماء الوراثة أضرارا صحية ناجمة عن تلك الأغذية والمحاصيل المعدلة وراثيا التي يمكن أن نجدها في زيوت الطبخ والوجبات الجاهزة المجمدة والحبوب التي يتناولها الأطفال كوجبة فطور، حتى أن بعضها قد يتسبب بتلف في الدماغ والوفاة. هذه مشكلة من مشاكل الدول الصناعية.. أو دول العالم الثالث أو الدول التي تحت التنمية لأنهم يستوردون هذه البذور لزراعتها. إن هذه النباتات بعد ما يتم زرعها لمدة عام لم تنتج بذور جديدة و للحصول على بذور جديدة ، يجب استيرادها من جديد، رغم أن ليس هناك أي ضمانات بعدم وجود مخاطر جسدية في المنتوجات الزراعية المعدلة وراثيا، بل ليس هناك ضمانات بل حتى لايوجد دراسات بتاثير هذه المنتجات على النفس والنفسية بل هناك أدلة كثيرة على ذلك التعديل الوراثي على المنتجات الزراعية هي نقل (Gene) أو مُوِّرث من كائن حي إلى كائن حي آخر بواسطة طرق الهندسة الوراثية، هذه الطرق هي عبارة عن قطع (Gene) من هذا الكائن ودمجه في الكائن الآخر إما عن طريق ناقلات بيولوجية كالفيروسات والبكتيريا أو من خلال حقن مباشر، بحيث إنه بعد حقن هذا الـ (Gene) في الكائن المستَقبِل يندمج هذا الـ (Gene) الجديد في الكائن المستَقبِل وهذا الكائن الجديد أصبح معدلا وراثيا أو مُحوَّرا وراثيا. فعلا المخاوف أنه لما ينتقل _أحكي من ناحية علمية _هذا الـ (Gene) من الكائن هذا إلى الكائن الآخر أحيانا عند انتقال هذا الـ (Gene) واندماجه في المادة الوراثية للكائن المُستقبِل قد يحدث إخلال أو عطب في الجينات القريبة منه وبالتالي في الصفات التي سوف تُترجم من هذه الجينات القريبة، نتائج التعديل الوراثي لا يظهر في ليلة و نهار بل يحتاج لسنوات طويلة، ليظهر تاثيره على الجسد و لسنوات أكثر ليتجلى تأثيره على السلوك والأخلاق و النفسية و يسمى في العلوم البيولوجية والوراثة طفرة، ممكن أيضا هذا الـ (Gene) المدمج في الكائن الجديد مثلا ان يسبب حساسية للناس، فممكن إن التعديل وراثيا يؤدى إلى إنتاج أو تطوير بروتينات تزيد من الإفراط في الحساسية. لها الحق بأن تفقد الثقة عندما يتوصل خبراء المفوضية الأوروبية إلى وجود نسبة الأحماض الفسفورية في أغذية الأطفال الجاهزة تفوق ضعف الكمية المسموح بها يوميا من قِبَّل الاتحاد حسب قيمة (ADI)، أيضا عُثر على الفسفور.. كي لا ندخل بقضايا تفصيلية علمية هذه النسب الأعلى من المسموح بها بـ 7.7% تؤدي إلى مرض الزهايمر عند تقدم السن، تؤدي إلى نمو البكتيريا المرضية في أمعاء الأطفال، الأطباء في المفوضية أشاروا إلى أن هذه السلفات التي وجدت بنسب عالية تخشى منها شركات تنقيب عن النفط بسبب أن هذه المواد تُخرب الأنابيب التي تنقب عن النفط فما بالكِ بأمعاء الإنسان؟ وبالتالي تحدث أبواب مفتوحة أو نخور تتسرب منها البكتريا العدائية وهذا حسب تقرير المفوضية والمواد المسببة للحساسيات والمواد المسببة للسرطان، ناهيك عن التأثير النفسي و اثارة التذبذب والشك و الترديد في العقيدة. وسائل التواصل الاجتماعي مثل الانستغرام والتيك توك تسبب وسائل التواصل الاجتماعي الحديثة تشتيت الانتباه، يقول احد العلماء “إذا لم تستطع التخلي عن هاتفك لدقائق، فالأفضل أن تجرب قوة إرادتك لتحقيق ذلك”. فكمية المعلومات التي توفرها وسائل التواصل بكل سهولة تشتت انتباهك. تسبب وسائل التواصل الاجتماعي الحديثة حالة التشويش في الذهن . حيث تُلتقط أكثر من تريليون صورة سنويا حول العالم، لتظهر على منصات التواصل للفوز بإعجاب المتابعين، فتحرمنا من الاستمتاع بجوانب أخرى من الحياة تشتمل على كثير من اللحظات الشائقة وصحبة الأهل الأصدقاء، وتساهم في التشويش على ذاكرتنا الفعلية. تسبب وسائل التواصل الاجتماعي الحديثة الإدمان الذي يجعلنا نشعر بضرورة فتح فيسبوك وإنستغرام وتويتر، والقفز بينها مرارا وتكرارا، مما يسبب حالة تسمى “التمزق” تدفع الشخص لتتبع التحديثات في جميع ساعات النهار والليل. جميع هذه الأنواع من التلوث الناتجة عن الحياة الغربية تزيد حالة التذبذب النفسي والعقلي و حالة الشك والترديد عند البشر و لذلك من المهم جدا التمسك بالمقدمات العقلية والمنطقية الثابتة والواردة في الديانات السماوية و من ثم المفاهيم العقلية والمنطقية الثابتة والواردة في “الدين الحق الخاتم” لمواجهة حالة التذبذب والشك والترديد المنتشر في العالم بين كل الديانات السماوية و خاصة الدين الحق الخاتم للاديان السماوية و هذا وارد في روايات اهل البيت سلام الله عليهم حيث تتكلم عن “فتن أخر الزمان”. مواجهة التذبذب في العقيدة اليوم يجب ان تكون شعارنا في اي عمل ثقافي و توعوي.
#Merciful_Dignified_Civilization