يمكن تعريفُ الحضارة الإسلامية الحديثة – بأنّها مجموعُ المنجزات المادية والنتاجات الثقافية القائمة على أساس قيمِ ومرتكزاتِ الإسلام الأصيل ، بما يلائمُ ظروف العصرِ الحديث بخصائصه ومتطلّباته و الانتصارات في المنطقة تشهد على ذلك.
الحضارةُ الإسلاميةُ الحديثة، فبعضُ خصائصها الكليّة: 1.المعنويّة : إذ لا استمراريةَ لحضارةٍ من غير الالتفات إلى البعد المعنويّ للإنسان والعمل على تأمين حاجياته، على أنّ الحضارة الإسلامية تتقوّم بأصل التّوحيد والإيمان والتوكّل على الله سبحانه وتعالى، فلا معنى لإنشاء حضارةٍ إسلامية لا تكون العقيدةُ والأخلاقُ والشّريعةُ قوامَها المتين ، والمسجدُ والصّلاةُ والجهادُ سلاحَها المنيع. 2. العالمية : كما أُرسل رسول الله محمد (ص) للعالمين، فكانت رسالتُه عالمية، فإنّ الحضارةَ التي تمثّل الطّرفَ الآخرَ للبعثة النبوية لا بدّ أن تكون عالميةً كذلك، لا تبخل بنور هدايتها ولا تمنعُ فيضَ منجزاتها عن الشّرق والغرب، فمسارُ البشرية ومستقبلُها واحدٌ مشترك، كلُّ هذا الانفتاح على أساس العزّة والمنطق والاحترام والعين البصيرة والقلب الشّفيق. 3. العدالة : من السّمات الاجتماعية والاقتصادية البارزة في الحضارة الإسلامية، العدالةُ وتقليصُ الفوارق الاجتماعية والقضاءُ على مظاهر الحرمان والحاجة، فللجميع حقُّ الاستفادة من الموارد والإمكانات على أساس العدل والإنصاف . 4. الاستقلال : ليست الحضارةُ الإسلاميةُ تابعاً لحضارةٍ ولا فرعاً من تراث، بل هي حضارةٌ متكاملةٌ مستقّلةٌ عزيزة، قائمةٌ بنفسِها وجهودها وقيمها ومنجزاتها ، واعيةٌ لحدودها ومبانيها وروابطها الخارجية. 5. الأصالة: ثمّ إنّ هذا الاستقلال لا يقتصر على صعيد السّياسة والاقتصاد، بل تدخل الثقافة ونمط العيش في ميدانه، لذلك يكون الجهاد الكبير كما اصطلح عليه -وهو المواجهة الثقافية والتمسّك بأصالة القيم الإسلامية- ركناً مقوّماً للحضارة الإسلامية. 6. المرونة : إذا كان الاستقلال يساوق القوّة والصّلابة، فإن من مقوّمات الحضارة الإسلامية كذلك المرونة، بمعنى تقبّل النقد والانفتاح على التجارب والآراء والاستعداد للتصحيح والتّقويم، من غير أن يمسّ ذلك بأركانها الثّقافية ومبتنياتها الحضارية. 7. الاقتدار : الحضارة الإسلامية مقتدرةٌ قويةٌ منيعة، لا يحوجُها الضّعف إلى قبول المذلّة والتّبعية بل تبني اقتدارَاها العلميَ والمادّيَ والعسكريَ على أساس القدرات الدّاخلية والموارد المتوفّرة مستعينةً بالله الذي يمثّل الاعتماد عليه ركناً رئيساً في عناصر اقتدارها . 8~ و اهم خصائصها انها بالربوبية و مبنية على الامدادات الغيبية و المعجزات البلطنية و الكرامات و قائدها يستعين باربع انبياء احياء ذوي المعجزات الباهرات.
#Merciful_Dignified_Civilization