*تكامل جسم الإنسان: رحلة الغذاء من التخمة إلى الطاقة الكامنة* محمد كوراني

*تكامل جسم الإنسان: رحلة الغذاء من التخمة إلى الطاقة الكامنة* محمد كوراني

*تحت شعار “الطب الاسلامي طب الحضارة العالمية المشرقة القادمة” و تحت عنوان الرواية الاسلامية “صوموا تصحوا” أناقش مع حضراتكم، تكامل الجسم مع طعامه من منظور اسلامي و ناكرا و متجاهلا لكل شعارات متخصصي التغذية غير العلمية. الا بما يتعلق بنفسية الاجيال المعاصرة المتاثرة بالثقافة الغربية*

جسم الإنسان ليس آلة ميكانيكية بسيطة، بل منظومة معقّدة تعمل بذكاء فائق، فتتعامل مع الطعام وفق حكمة داخلية توازن بين الحاجة والزيادة، بين الهضم والامتصاص، بين التخزين والاستهلاك. ولو تأملنا مسار الطعام لوجدنا أن الاستفادة منه تمر بمراحل متصاعدة من الدقة والإتقان:

*المرحلة الأولى: التخمة وتقليل الاستفادة*

عندما يُفرط الإنسان في الأكل حتى التخمة، لا يستطيع الجسم الاستفادة إلا من نحو 10% من هذا الطعام.
يأخذ حاجته المباشرة.
يضيف قليلًا للتخزين على شكل دهون.
أما الباقي فيُطرح مع الفضلات.
وكأن الجسم يقول للإنسان: “إفراطك عبء عليّ، سأكتفي بالحد الأدنى.”

*المرحلة الثانية: التوازن مع الحاجة*

كلما كان الطعام منسجمًا مع حاجة الجسم، زادت القدرة على الاستفادة منه:
في البداية ترتفع النسبة إلى 20%.
ثم 30%.
ثم 40%… حتى تصل إلى 99%.
أي أن الانسجام مع الاعتدال يفتح أبواب الاستفادة القصوى. وهذا يفسر المعنى العميق لقول النبي ﷺ: «ما ملأ آدمي وعاءً شرًا من بطنه».

*المرحلة الثالثة: الاستفادة الكاملة*

حين يدخل الطعام باعتدال ونوعية جيدة، يتمكن الجسم من استخلاص كل العناصر الموجودة فيه:
الفيتامينات.
المعادن.ح
البروتينات والدهون الصحية.
الألياف والمواد الحيوية.
بهذا يتحقق ما يشبه “الحصاد الكامل” للغذاء.

*المرحلة الرابعة: التحويل النوعي*

الجسم لا يكتفي بالاستخلاص، بل يقوم بعملية تصنيع داخلي ذكية:

يحوّل الأحماض الأمينية إلى أفضل البروتينات المطلوبة.
يوجّه الدهون لتكوين الأغشية الخلوية والهرمونات.
يركّب الفيتامينات المساعدة في الإنزيمات.
أي أن الجسم يعيد صياغة المواد وفق أولوياته الحيوية.

*المرحلة الخامسة: الحفظ والصيانة الخلوية (NMN نموذجًا)*

الأبحاث الحديثة في مادة NMN (نيكوتيناميد مونو نيوكليوتايد) تشير إلى أن الجسم يمتلك آليات لحفظ الخلايا وتجديدها، عبر دعم الميتوكوندريا وزيادة كفاءة استهلاك الطاقة.
هنا يدخل الغذاء في بعد أعمق: إطالة عمر الخلايا وتحسين استفادتها من الموارد المتاحة.

*المرحلة السادسة: تحفيز الطاقة الكامنة*

في أرقى مستويات التكامل، يبدأ الجسم بتحفيز مخازن الطاقة الداخلية، ليس فقط عبر الطعام، بل عبر تنشيط مسارات بيوكيميائية (كالأوتوفاجي – إعادة التدوير الخلوي).
هذه المرحلة تجعل الجسم قادرًا على إنتاج طاقة أعظم بأقل غذاء، وهو ما نلمحه في آثار الصيام أو الأنظمة الصحية الدقيقة.

رحلة مستمرة
رحلة الطعام في الجسم رحلة معجزة. من فقدان الفائدة عند التخمة، إلى الاستخلاص الكامل عند الاعتدال، ثم إلى التحويل الذكي، ثم إلى حفظ الخلايا وتجديدها، وأخيرًا إلى تحفيز الطاقة الكامنة.
إنها لوحة إلهية من التكامل تقول للإنسان: كلْ بوعي واعتدال، فأنا كفيل بتحويل اللقمة البسيطة إلى طاقة وحياة متجددة ، حيث يذكرنا هذه الرواية الاسلامية العظيمة “صوموا تصحوا” .
في الوقت نفسه، جزء آخر من الأوساط الأكاديمية يركّز على الفرص (تحسين الصحة، الإنتاجية، المعرفة) ويقترح تنظيم وابتكار متوازنين بدل رفض التطور كليا مبنيا على المعتقدات والافكار الرائجة اليوم بين الشباب.

https://mohammadabbaskawrani.com
#حضارة_إسلامية_مستقبلية_مشرقة
https://t.me/M_Civilization  #Merciful_Dignified_Civilization
#حضارة_الرحمة

روابط إضافية

مقالات إضافية

باطن الارض أفضل من ظاهرها،…

*بَاطِنُ الأَرْضِ أَفْضَلُ مِن ظَاهِرِهَا* محمد كوراني في زمنِ العواصفِ الجيوسياسيةِ العاتيةِ،…

*الملذّات في حياة الإنسان: طريقٌ…

*الملذّات في حياة الإنسان: طريقٌ نحو الكمال لا نحو الغرق* يُخطئ كثيرٌ…

الاثرياء يبنون ملاجئ لهم

المليارديرات حول العالم يبنون ملاجئ تحت الأرض لأنفسهم بشكل جماعي. • زوكربيرغ…

مقالات إضافية

باطن الارض أفضل من ظاهرها،…

*بَاطِنُ الأَرْضِ أَفْضَلُ مِن ظَاهِرِهَا* محمد كوراني في زمنِ العواصفِ الجيوسياسيةِ العاتيةِ،…

*الملذّات في حياة الإنسان: طريقٌ…

*الملذّات في حياة الإنسان: طريقٌ نحو الكمال لا نحو الغرق* يُخطئ كثيرٌ…

الاثرياء يبنون ملاجئ لهم

المليارديرات حول العالم يبنون ملاجئ تحت الأرض لأنفسهم بشكل جماعي. • زوكربيرغ…