العادات السيئة تبرمج أدمغتنا على الإشباع اللحظي والفوري

اكتشف العلماء أنه القيام ببعض السلوكيّات على المدى الطويل تساهم في تشكيل أدمغتنا وأجهزتنا العصبيّة ..

مثَلًا .. عادات تصفّح الانترنت واستخدام وسائل التواصل الاجتماعي ومشاهدة المقاطع القصيرة بشكل متواصل واستخدام الذكاء الاصطناعي، برمجوا أدمغتنا على “الإشباع الفَوري” أو “الإشباع اللحظي”، وفقَدنا القدرة على قراءة النصوص الكاملة ومشاهدة الفيديوهات الطويلة، وإذا حاولنا القيام بذلك فإننا لا نملك القدرة على التركيز لوقت طويل ونعاني من التشتت الذهني، وأصبحنا نفضل الحصول على المعلومة بشكل سريع ومختصر، ونرفض تخزين المعلومات في ذاكرتنا العميقة لأننا نملك القدرة على الوصول إليها في أي وقت نريد عبر محركات البحث أو أدوات الذكاء الاصطناعي.

 

كما أنه التنقل السريع والتصفح السطحي للمنشورات والتغريدات والمقاطع القصيرة والصور، وبشكل سريع، سَلَبنا الوقت الكافي للتفكير المعمق والربط بين الأفكار، والتفكير المنطقي المتسلسل والتحليل النقدي، على عكس قراءة الكتب وإمكانية التوقف والرجوع والعودة بإيقاع بطيء والقيام بالربط المعرفي، لدرجة أنه ظهر مؤخرًا مصطلح “الصنارة” يلي هو الثواني الثلاث الأولى من الفيديو التي عليها أن تقنعك بمشاهدة فيديو في أسوأ الأحوال لن تتعدى مدّته الدقيقتين، أو أنه العمل في بيئة مشتتة أصبح ميزة تسمى “MultiTasking” أو “تعدد المهام” الذي على المدى الطويل يؤدي إلى ضعف في الذاكرة والتفكير المنطقي ويزيد الإرهاق الذهني!

 

على سبيل المثال، كم مرّة أرسلتوا فيديو لصديق وقال “اعطيني الخلاصة ما إلي خلق إحضر”، أو كم مرّة حاولتم العودة إلى مقاعد الدراسة ولم تستطيعوا بسبب عدم القدرة على التركيز، وكم منّا يشكو من النسيان وعدم القدرة على حفظ الأشياء.

 

مثلًا، من فترة، أعار أحدهم مراهقةً رواية، بتعرفوا شو عملت؟ فتحت على آخر ٣ صفحات وقرأت نهاية القصّة وأعادتها خلال دقائق! لأننا فقدنا قدرتنا على “الانتظار”، فقدنا الصبر!

 

هذا التشكيل لأدمغتنا وأجهزتنا العصبيّة، سيؤثر مستقبلًا على عاداتنا وسلوكياتنا وحاجاتنا، وبالتالي على الاقتصاد والصناعة والزراعة والثقافة حتى الحروب، وسيعيد تشكيل كل هذه المفاهيم لأنها صناعة أدمغة البشر.

 

لذلك، علينا جديًّا الانتباه، واتباع نظام لاستخدام هيدي الوسائل، والأهم إبقاؤها كوسائل، وعدم جعلها هي المسيطرة والمتحكمة فينا، وأن لا نصبح مدمنين إدمانًا خفيًّا من حيث لا نعلَم!

 

• مِن قراءة في كتاب “السطحيّون”.

روابط إضافية

مقالات إضافية

باطن الارض أفضل من ظاهرها،…

*بَاطِنُ الأَرْضِ أَفْضَلُ مِن ظَاهِرِهَا* محمد كوراني في زمنِ العواصفِ الجيوسياسيةِ العاتيةِ،…

*الملذّات في حياة الإنسان: طريقٌ…

*الملذّات في حياة الإنسان: طريقٌ نحو الكمال لا نحو الغرق* يُخطئ كثيرٌ…

الاثرياء يبنون ملاجئ لهم

المليارديرات حول العالم يبنون ملاجئ تحت الأرض لأنفسهم بشكل جماعي. • زوكربيرغ…

مقالات إضافية

باطن الارض أفضل من ظاهرها،…

*بَاطِنُ الأَرْضِ أَفْضَلُ مِن ظَاهِرِهَا* محمد كوراني في زمنِ العواصفِ الجيوسياسيةِ العاتيةِ،…

*الملذّات في حياة الإنسان: طريقٌ…

*الملذّات في حياة الإنسان: طريقٌ نحو الكمال لا نحو الغرق* يُخطئ كثيرٌ…

الاثرياء يبنون ملاجئ لهم

المليارديرات حول العالم يبنون ملاجئ تحت الأرض لأنفسهم بشكل جماعي. • زوكربيرغ…