أفلام الخيالي العلمي التي صورت حروب الأخيرة ٢٠٢٣-٢٠٢٥

محمد كوراني

*أفلام الخيال العلمي أو العسكري التي صورت استخدام تقنيات متطورة مثل الذكاء الاصطناعي، الطائرات المسيرة (Drones)، الحرب الإلكترونية، والروبوتات القاتلة، والتي أصبحت مشابهة لتلك المستخدمة في الصراعات الحديثة في غزة ولبنان وإيران.*

هناك عدة أفلام تنبأت بمثل هذه التقنيات بشكل مذهل، وإن لم تتوقع الأحداث السياسية نفسها. إليك بعض أبرزها:

1. ألعاب الحرب والطائرات المسيرة (Drones)

· فيلم “أونجرين سبرينج” (Good Kill) – 2014:

· التنبؤ: يركز هذا الفيلم بشكل مباشر ومثير على حروب الطائرات المسيرة. يظهر قيادة طائرات مسيرة قتالية (مثل الـ Predator) عن بعد من غرفة تحكم في نيفادا لضرب أهداف في الشرق الأوسط. الفيلم يتعمق في المعضلات الأخلاقية والنفسية للقتال عن بعد، وهو ما أصبح واقعاً أساسياً في الحروب الحديثة.

· فيلم “كيل كوماند” (Kill Command) – 2016:

· التنبؤ: يصور فيلم الخيال العلمي هذا سيناريو حيث يتم إرسال مجموعة من المارينز إلى جزيرة للتدريب، ليكتشفوا أنهم يتعرضون لمطاردة من قبل روبوتات قاتلة مستقلة مدعومة بذكاء اصطناعي متطور. الفيلم يتنبأ بتطور أنظمة الأسلحة المستقلة (Autonomous Weapons Systems) التي تتخذ القرارات دون تدخل بشري مباشر.

2. الذكاء الاصطناعي والحرب الإلكترونية

· فيلم “ستيل أليس” (Stealth) – 2005:

· التنبؤ: على الرغم من كونه فيلماً تجارياً، إلا أنه تنبأ بفكرة طائرة مقاتلة ذاتية القيادة ومسلحة بذكاء اصطناعي متقدم يمكن أن تخرج عن السيطرة وتتخذ قراراتها الخاصة بشن هجمات، مما يعكس المخاوف الحالية حول أخلاقيات الذكاء الاصطناعي في ساحة المعركة.

· سلسلة أفلام “تيرميناتور” (The Terminator) – (1984, 1991, …):

· التنبؤ: هي النبوءة الكلاسيكية والأكثر شهرة لفكرة “ذكاء اصطناعي يخرج عن السيطرة” ويشن الحرب على البشرية باستخدام شبكة من الأنظمة المستقلة. بينما لا نزال بعيدين عن “سكاينت”، فإن الجدل حول منح الذكاء الاصطناعي السيطرة على الأسلحة النووية أو أنظمة الدفاع هو جدل حقيقي وحيوي اليوم.

3. الحرب الإلكترونية والمراقبة الشاملة

· فيلم “عدو الدولة” (Enemy of the State) – 1998:

· التنبؤ: كان هذا الفيلم بمثابة نبوءة مرعبة. لقد تنبأ بقدرة الحكومات على استخدام أدوات المراقبة الجماعية (كاميرات، تنصت على الهواتف، تتبع عبر الأقمار الصناعية) لمطاردة فرد واحد. الكثير من التقنيات التي بدت خيالية في 1998 أصبحت الآن موجودة في كل مكان وتستخدم بشكل روتيني.

4. الروبوتات والجنود الآليين

· فيلم “إيليجيوم” (Elysium) – 2013:

· التنبؤ: من إخراج نيل بلومكامب، يصور الفيلم استخدام روبوتات ودرونز للشرطة والقمع من قبل السلطات، وهي صورة نراها تتجسد بشكل متزايد في قوات الشرطة والجيش حول العالم.

· فيلم “إيدج أوف تومورو” (Edge of Tomorrow) – 2014:

· التنبؤ: بينما يركز على حبكة السفر عبر الزمن، فإن الفيلم يصور جنوداً مدرعين بإكسسوارات قتالية متطورة (Exosuits) يقاتلون كائنات آلية مستقلة. فكرة الـ “Exosuit” لتعزيز أداء الجنود هي مجال بحث وتطوير عسكري نشط اليوم.

خلاصة مهمة: هذه الأفلام لم”تتنبأ” بالأحداث السياسية المحددة (مثل حرب 2023 أو 2024)، ولكنها تخيلت بدقة مذهلة التقنيات العسكرية والتكتيكات التي ستُستخدم فيها. لقد وظف كتاب ومخرجو الخيال العلمي فهمهم للتقدم التكنولوجي لاستقراء كيف يمكن أن تتطور أساليب الحرب، مما جعل الكثير من أفلامهم تبدو وكأنها وثائقية Today وليس خيالاً.

الواقع في بعض الحالات (مثل حروب الطائرات المسيرة والمراقبة) تفوق حتى الخيال السينمائي من حيث الانتشار والتعقيد.

قائمة بأفلام أخرى، بعضها كلاسيكي وبعضها حديث، يمكن أن تقدم لمحات محتملة لمستقبل الحروب:

 

1. أفلام عن الذكاء الاصطناعي المتقدم والخوارزميات الحربية

 

· “تارغت نمبر ون” (Target Number One) – 2020: (مقتبس من أحداث حقيقية) بينما لا يتعلق بالخيال العلمي، فإنه يظهر بشكل صادق كيف يمكن استخدام التحليل الخوارزمي للبيانات الضخمة وتتبع الاتصالات لتحديد الأهداف، وهي تقنية أصبحت أساسية في مكافحة الإرهاب والحروب الحديثة.

· “إيجر أي” (IGOR) – 2008: (فيلم رسوم متحركة لكن فكرته عميقة) يتناول فكرة “السلاح المطلق” الذي يتم بناؤه لإنهاء جميع الحروب، لكنه يخرج عن السيطرة. هذا يعكس النقاش الحالي حول “الأسلحة المستقلة القاتلة” (Lethal Autonomous Weapons) والمخاطر من سباق التسلح العالمي للذكاء الاصطناعي.

 

2. أفلام عن الحرب السيبرانية (Cyber Warfare)

· “بلاك هات” (Blackhat) – 2015: من إخراج مايكل مان، يتعمق الفيلم في عالم القرصنة والهجمات السيبرانية التي يمكن أن تعطل البنية التحتية الحيوية لدولة ما (مثل محطات الطاقة). هذا النوع من الهجمات هو أحد أعمدة الحروب الحديثة غير المتناظرة.

· سلسلة “ماتريكس” (The Matrix) – 1999: على مستوى رمزي عميق، تمثل الثورة ضد الآلات التي تسيطر على واقع البشر تشبيهاً قوياً لخطر الاعتماد الكلي على الأنظمة الإلكترونية المعقدة التي يمكن اختراقها أو أن تتحول ضد مصمميها.

 

3. أفلام عن التمويه المتقدم والتسلل (Stealth & Infiltration)

 

· “بريداتور” (Predator) – 1987: تنبأ بفكرة التمويه الحراري (الذي يصبح غير فعال أمام الطين) والتقنيات المتطورة للصياد الذي يرى خارج الطيف المرئي. اليوم، أجهزة الرؤية الليلية والحرارية هي معدات قياسية في الجيوش المتقدمة.

· “غوست إن ذا شيل” (Ghost in the Shell) – 1995 (الأنيمي) أو 2017 (النسخة الحية): يتنبأ بعالم حيث يمكن اختراق الأجساد السيبرانية (Cybernetics) والعقول. هذا يفتح الباب أمام مفهوم “الحرب العصبية” أو hacking into a soldier’s implants لشل حركة جيش بأكمله أو سرقة معلوماته.

 

4. أفلام عن الحرب في الفضاء (Space Warfare)

 

· “أد استرا” (Ad Astra) – 2019: يصور حرباً خفية بين الدول للسيطرة على الموارد في النظام الشمسي، بما في ذلك منشآت عسكرية على القمر والمريخ. هذا يتوازى مع إنشاء “قوة الفضاء” الأمريكية والسباق الحالي بين الدول للسيطرة على الموارد الفضائية.

· “ذي إكسبانس” (The Expanse) – مسلسل (2015-2022): ليس فيلماً لكنه الأفضل على الإطلاق في تصوير السياسة والحرب في الفضاء بشكل واقعي. يظهر تكتيكات القتال بين السفن باستخدام الصواريخ الموجهة والمدافع الآلية (Point Defense Cannons) ومخاطر الحطام الفضائي كسلاح.

 

5. أفلام عن الأسلحة البيولوجية والهندسة الوراثية

 

· “ميسون” (Misson) – 1997: يتنبأ باستخدام فيروس مصمم وراثياً كسلاح إبادة جماعي يستهدف حمضاً نووياً محدداً. مع التقدم الهائل في تقنيات مثل “كريسبر” (CRISPR)، أصبح هذا السيناريو مخيفاً وحقيقياً أكثر من أي وقت مضى.

· “12 قرداً” (12 Monkeys) – 1995: فيلم عن جائحة عالمية مدمرة أطلقت عمداً، واستخدام السفر عبر الزمن (كاستعارة للاستخبارات) لمحاولة منعها. يعكس المخاوف من استخدام الأمراض كأسلحة.

 

6. أفلام عن الواقع الافتراضي والمعزز في ساحة المعركة

 

· “آي روبوت” (I, Robot) – 2004: في مشهد واحد قصير، يظهر روبوت يرى العالم من خلال واجهة رقمية يحلل فيها تهديدات محتملة ويحدد الأهداف. هذه هي الفكرة الأساسية behind نظارات الجنود الذكية وأنظمة “الواقع المعزز” التي تزودهم بمعلومات عن ساحة المعركة في الوقت الحقيقي.

· “غيمر” (Gamer) – 2009: يصور عالماً حيث يمكن للاعبين عن بعد التحكم بجنود حقيقيين كما في لعبة فيديو. بينما هذا متطرف، فإن فكرة استخدام واجهات تشبه الألعاب لقيادة الطائرات المسيرة أو الأنظمة عن بعد هي حقيقة بالفعل.

 

الخلاصة: الخيال العلمي العسكري لا يتنبأ بالمستقبل بقدر مايستقرئ الحاضر. يرى الكتاب والمخرجون الاتجاهات التكنولوجية الحالية (في المختبرات والأكاديميات) ويبالغون في تصويرها أو يضعونها في سيناريوهات درامية.

.سوال الذي يطرح نفسه، لماذا هذا الاهمال بعدم التوجه الى خطورة العدو و المبالغة بتعظيم النفس و عدم التوجه بالتدابير الأمنية والحيطة والحذر والاستتار و الابتعاد عن الوسائل الالكترونية؟

روابط إضافية

مقالات إضافية

باطن الارض أفضل من ظاهرها،…

*بَاطِنُ الأَرْضِ أَفْضَلُ مِن ظَاهِرِهَا* محمد كوراني في زمنِ العواصفِ الجيوسياسيةِ العاتيةِ،…

*الملذّات في حياة الإنسان: طريقٌ…

*الملذّات في حياة الإنسان: طريقٌ نحو الكمال لا نحو الغرق* يُخطئ كثيرٌ…

الاثرياء يبنون ملاجئ لهم

المليارديرات حول العالم يبنون ملاجئ تحت الأرض لأنفسهم بشكل جماعي. • زوكربيرغ…

مقالات إضافية

باطن الارض أفضل من ظاهرها،…

*بَاطِنُ الأَرْضِ أَفْضَلُ مِن ظَاهِرِهَا* محمد كوراني في زمنِ العواصفِ الجيوسياسيةِ العاتيةِ،…

*الملذّات في حياة الإنسان: طريقٌ…

*الملذّات في حياة الإنسان: طريقٌ نحو الكمال لا نحو الغرق* يُخطئ كثيرٌ…

الاثرياء يبنون ملاجئ لهم

المليارديرات حول العالم يبنون ملاجئ تحت الأرض لأنفسهم بشكل جماعي. • زوكربيرغ…