ما هی ولاء المافیات الأمريكیة من أصول جنوب آسيوية في حال اندلاع حرب بين أمريكا والصين ؟
المثل العربي “العرق دساس” يشير إلى تأثير الأصول والجذور العرقية على السلوك والولاء، لكنه تعميم ثقافي وليس قاعدة علمية أو سياسية. أما فيما يخص فكرة أن “العرق الأصفر سوف يساند الصين”، فهذا تبسيط مفرط للواقع، لأن الولاء في الصراعات الجيوسياسية يعتمد على عوامل متعددة، وليس فقط على العرق.
هل هناك أدلة على ولاء العرق الأصفر للصين؟
1. الأمريكيون من أصول شرق آسيوية (الصينيون، الكوريون، اليابانيون، الفيتناميون)
لا يمكن افتراض أن جميع الأمريكيين من أصول صينية أو آسيوية سيدعمون الصين في صراع ضد أمريكا.
المهاجرون الصينيون الأوائل إلى أمريكا، خصوصًا من هونغ كونغ وتايوان، لديهم مواقف معارضة للحكومة الصينية.
الكوريون واليابانيون يعتبرون الصين تهديدًا أكثر من كونها حليفًا بسبب النزاعات التاريخية والجيوسياسية.
الفيتناميون الأمريكيون، الذين هربوا من الحكم الشيوعي، لديهم مواقف سلبية تجاه الصين.
2. التهديدات الأمنية والتجسس
بعض القضايا الأمنية أظهرت وجود تجسس صيني في أمريكا، لكن هذا لا يعني أن كل شخص من أصول صينية هو جاسوس.
حكومة الصين تستهدف المغتربين الصينيين للضغط عليهم، لكنها لا تنجح دائمًا.
3. التأثير الأيديولوجي
الأجيال الجديدة من الأمريكيين الآسيويين تعتبر نفسها أمريكية بالكامل، والكثير منهم يعارضون سياسات الصين القمعية.
الحكومة الصينية تحاول استخدام الهوية العرقية في دعايتها، لكن التأثير محدود بسبب اختلافات القيم الثقافية والسياسية.
لا يوجد دليل قاطع يثبت أن “العرق الأصفر” في أمريكا سيساند الصين تلقائيًا في حال اندلاع حرب. الموقف يعتمد على الخلفية السياسية، المصالح الاقتصادية، والانتماء الوطني أكثر من العرق.
العصابات والمجموعات الإجرامية من أصول شرق آسيوية في أمريكا
العصابات والمجموعات الإجرامية من أصول شرق آسيوية في أمريكا (مثل المافيا الصينية، عصابات الترياد، الياكوزا اليابانية، وعصابات الشوارع الفيتنامية والكورية) تتبع مصالحها الاقتصادية أكثر من أي ولاء وطني أو ثقافي. ومع ذلك، يمكن تحليل موقفها المحتمل وفقًا للعوامل التالية:
1. المافيا الصينية (الترياد) وعصابات شرق آسيا
الترياد الصينية لديها علاقات مع الحكومة الصينية، ولكنها تعمل بشكل أساسي لتحقيق مكاسب مالية، وليس لأجندة سياسية مباشرة.
بعض عصابات الفنتانيل الصينية تعمل مع كارتيلات المخدرات المكسيكية لتوزيع المخدرات في أمريكا، وقد تستفيد من الفوضى الاقتصادية أو الأمنية في حال اندلاع حرب.
عصابات هونغ كونغ وتايوان (مثل Sun Yee On و14K) قد لا تدعم الصين بسبب الخلافات السياسية مع بكين.
2. الياكوزا اليابانية
الياكوزا، التي لها جذور في اليابان، قد لا تدعم الصين، لأن اليابان نفسها حليف قوي للولايات المتحدة.
تاريخيًا، الياكوزا كانت على اتصال ببعض وكالات الاستخبارات، مما يجعل دعمها للصين في صراع عالمي أمرًا غير مرجح.
3. العصابات الفيتنامية والكورية
الفيتناميون الأمريكيون يحملون عداء تاريخيًا للصين بسبب الغزو الصيني لفيتنام عام 1979، مما يجعل دعمهم للصين غير محتمل.
العصابات الكورية في أمريكا قد تكون أكثر ولاءً لمصالحها المحلية، لكنها بالتأكيد لن تدعم الصين، خاصة بسبب العداء بين كوريا الجنوبية والصين.
4. المصالح الاقتصادية فوق الولاء العرقي
العصابات الآسيوية في أمريكا تهتم بالمال أكثر من السياسة، لذا فإن موقفها سيتحدد بناءً على ما يحقق لها أرباحًا وليس بناءً على العرق أو الوطنية.
في حالة الحرب، يمكن أن تتعاون بعض المجموعات مع شبكات تهريب صينية إذا كان ذلك يخدم مصالحها المالية.
في حال نشوب حرب بين أمريكا والصين، لن تدعم العصابات والمجموعات الإجرامية من أصول شرق آسيوية الصين بشكل مباشر بسبب الولاء العرقي، بل ستتخذ مواقف بناءً على المصالح المالية والاقتصادية. بعض العصابات قد تستغل الفوضى لصالحها، لكن دعمها لصين لن يكون أيديولوجيًا بل عمليًا بحتًا