نموذج عملي ل “علم الإقتصاد الإسلامي” محمد كوراني

نموذج عملي ل “علم الإقتصاد الإسلامي” من كتاب العلوم الانسانية الاسلامية مقدمة الحضارة المشرقة القادمة لمؤلفه محمد كوراني.

هناك محاولات علمية كثيرة في مجال “العلوم الانسانية الاسلامية” و مؤسسات عديدة تكتب و تؤلف و تنتج الدراسات والمقالات والابحاث والكتب في هذا المجال، على سبيل المثال، في بعض الجامعات، تم تحديث “علم الإدارة” بحيث أصبح يتلاءم مع مفاهيم الثورة والجهاد في الدولة الإسلامية. وهناك مؤسسات تعليم عالي مثل “مركز وحدة الحوزة والجامعات” وحوزات دينية تهتم بالعلوم العصرية وأيضا هناك جامعات إسلامية من أهمها جامعة الإمام الصادق عليه السلام، حيث تقدم علم الادارة على اساس الشريعة الاسلامية. هذه المحاولات كلها جيدة لكن لا تزال في بداية الطريق و هي محاولات لايجاد الثغرات و نقاط الضعف في العلوم النظرية والانسانية الغربية و من ثم اكتشاب المفاهيم العلمية في النصوص الدينية الاسلامية ولكنها لم تصل الى مرحلة تاسيس منظومات اسلامية علمية عملية قابلة للتطبيق و منافسة المنظومات العلمية الغربية في كل اختصاص على حدى. من الملاحظات الإسلامية الجميلة في كل اختصاص نجد بأن :

في علم الإدارة الإسلامية، بعكس علم الإدارة في الغرب، الغايات لا تبرر الوسيلة، و بحسب الشريعة الإسلامية، الأهداف الرسالية والدينية، فردية كانت أو إجتماعية، تهيمن على كل الأهداف المتصورة في علم الإدارة من منظور غربي وعلمي بحت، هناك محدوديات كثيرة في الأساليب الإدارية الاسلامية ولا يسعى هذا العلم من منظور اسلامي إلى التحفيز المطلق وتحريك الدوافع المطلقة لدى أبناء المجتمع وأفراد المؤسسة للوصول الى غاية محددة بأي ثمن كان، لكن في المقابل يستفيد من عناصر إيمانية ليستبدل هذا الضعف و يستفيد أيضا بإنسيابية الطرق الاسلامية والاخلاقيات الاسلامية ليستبدل النقص الكبير الناتج عن التحفيز المادي والشهواني والطمع المطلق، بدوافع مفيدة أكثر في إنجاح المشاريع الجَماعية وللاهداف الجماعية بدلا من الاهداف الفردية المتعارضة مع بعض البعض والتي تؤدي الى هدر كبير في الطاقات في العمل الجماعي …

أمّا في الجامعات الثورية، لا يقدم “علم الإدارة” على أساس إدارة شركات إقتصادية أنيقة في أبراج عاجية ومؤسسات حكومية في أبنية زجاجية مع أثاث فخم وفاخر وفي حالتها المزخرفة بشكلها الاوروبي، ولا حتى إدارة حروب متوحشة يثيرونها الدول الغربية والاستعمارية في العالم الثالث ولا يوقفها شي الا ردة فعل الطرف الأخر القاسي المقاوم، بل يحظى علم الإدارة على الواقعية والعملانية من جهة، التي تتناسب مع تحديات بلدٍ من عالم الثالث ومجتمعٍ محاصر من الأعداء من كل الجهات، كما أنها تبني علم الإدارة العسكرية على أساس الإيمان بـ”إرادة الشعوب وقوة المقاتل الروحية” التي قد تتفوق على جميع العوامل المادية المناوئة لها. الأمثلة والنماذج والتقييمات في هذه المناهج تصبح مختلفة عما هي موجودة في الكتب الغربية، هذا الإختلاف يعطي قيمة مضاعفة للمناهج العلمية الموجودة في الجامعات الإيرانية الثورية والجهادية والتي هنا نحن بسدد التعريف عنها والترويج لها. رغم أن حالياً لا غنى لنا عن العلوم الموجودة في الغرب لكن بشرط معرفة ثغراتها ونقاط ضعفها و مكامن خطرها.

امّا في “علم الإقتصاد الكلي”، أيضا يوجد مدارس اقتصادية مختلفة نناقشها في هذا البحث، كمثال لمعرفة كيفية إختيار المدرسة الاقتصادية المناسبة، فتكون من جهة علمية و من جهة إسلامية و تكون عملية وواقعية بحسب الواقع الرباني الحقيقي … وإلا كل التحديات تكون مستحيلة في البداية.

مثلا اليوم يوجد عدة نماذج للتنمية الإقتصادية، في العالم وحتي في الجمهورية الإسلامية بين المتخصصين كل طرف يروج لنموذج تنمية مختلفة لتكون نموذجاً يحتذى به للإقتصاد الناجح. منها النموذج الكوري الجنوبي (النموذج الياباني) الذي يحظى بالعناية الغربية لمقابلة المد الشيوعي سابقا ولمواجة التوسع الاقتصادي الصيني اليوم، وهناك نموذج الإسلامي الماليزي، والذي أيضاً يحظى بالعناية الغربية والخليجية ولنفس الأسباب، و هناك نموذج الدولة السعودية مع مصارفها اللاربوية المسماة ” المصارف الإسلامية” والذي تعيش على مردود البترول الخليجي فقط ولا قيمة حقيقية للتنمية الزجاجية في هذه الدول، كما حصل في الأزمة الاقتصادية في العالم عام 2008 للامارات المتحدة. وهناك نموذج الإقتصاد الصيني، حيث يعيش الشعب كماكينات للعمل المستمر، دون وعي فردي وإجتماعي. علماَ بأن هناك بعض المتخصصين في مجال الإقتصاد والشريعة، ممن يعتبر أن القمة في إسلامية الإقتصاد أن يحظى بلد بمصارف إسلامية لا ربوية  و هذا مستحيل ليوم بسبب هيمة المصارف الربوية على الاقتصاد العالمي!  لكن أي نموذج للتنمية الإقتصادية هي إسلامية حقيقةً تناسب الدولة الإسلامية في بلد مثل إيران الثورة.

عند بداية  دراستي للعلوم النظرية من منظور إسلامي/ قبل خمسة عشر عاماً، وجدت في أسواق مدينة قم ، 73 سبعين كتابا حول الإقتصاد الإسلامي، لكن تفاجأت أن 69  كتابا منهم، المؤلف لا يعرف حقيقة معنى علم الإقتصاد من منظورها الغربي، فجلّ ما كانوا يقدمونه في كتبهم هو تقديم أدلة على فشل الإقتصاد الرأسمالي والإقتصاد الشيوعي من خلال بعض الروايات والأحاديث. و هكذا بالنسبة للإدارة الإسلامية، فكانوا يقدمون مجموعة كبيرة من الروايات المتعارضة في الظاهر، كخطوات للإدارة الناجحة، دون أن يقدموا منظومة فكرية علمية كاملة ومتكالمة لعلم الإدارة من منظور إسلامي، لكن الآن تغير الوضع كلياً في الجمهورية الإسلامية ، فهناك دراسات علمية إسلامية متطورة جداً في هذه المجالات.

الإقتصاد الإسلامي الثوري او المقاوم

الدراسات العلمية الموجودة حول حول الإقتصاد الإسلامي الثوري او المقاوم، تقدم نموذجاً لتدوين مناهج تعليمية في إختصاصات آكادمية لا يمكن خدشها بحسب قواعد العلوم الغربية، وفي نفس الوقت هي قريبة جداً من المنظومة الفكرية الإسلامية بحسب الظروف الإقليمية والعالمية المتاحة ! و في نفس الوقت تتحدى واقع بلادنا المحاصرة من قبل الأعداء من كل الجهات والمستويات.

  • •الربح الأكثر أو الربح الأنضج
  • •الإجتهاد والروايات المتضاربة ظاهرياً
  • •دور الإيمان بالغيب وبالمعاد في الإقتصاد الإسلامي
  • •النظام الإسلامي والاقتصاد الكلي
  • •الاقتصاد الفعّال أو الإقتصاد المحبوب
  • •مشكلة التوزيع والعدالة بين شعارات الشيوعية الفارغة والرأسمالية المتوحشة
  • •الإقتصاد الإسلامي في ظروف غير إسلامية
  • •مهمة كسر الإحتكار الإقتصادي العالمي
  • •العقوبات السياسية والإقتصادية على الدولة الإسلامية
  • •نجاح القيادة الدينية في السياسات الإقتصادية العامة
  • •الثورة ومحاربة الحرمان
  • •2 – الحرب وإعادة الإعمار
  • •الخطط الإقتصادية الخماسية
  • •تشديد العقوبات الغربية
  • •الإلتفاف على العقوبات الظالمة
  • •التمهيد لحضارة جديدة
  • •القدرة على تحفيز الشعوب إقتصادياً
  • •الخطة الإصلاحية والتسديد الإلهي

والعجيب ان البنية الفكرية لجميع هذه المباحث كانت موجودة عند أحد العرفاء من تلاميذ السيد علي القاضي طباطبائي و السيد هاشم الحداد و هو معروف باسم سيد الطائفتين، العلامة السيد محمد حسين الحسيني الطهراني.

روابط إضافية

مقالات إضافية

العولمة والتشويش على النوايا القلبية…

*العولمة و التشويش على النوايا القلبية* محمد كوراني *اليوم نشاهد عالماً معقداً…

التفسير العرفاني لما جرى علينا…

التفسير العرفاني لما جرى علينا اليوم من أحداث في المنطقة و أزمات…

التمهيد لاقتصاد حضاري رغم العقوبات،…

نتائج الخطط الخماسية في الجمهورية في المجموع حققت النجاحات التالية على صعيد…

مقالات إضافية

العولمة والتشويش على النوايا القلبية…

*العولمة و التشويش على النوايا القلبية* محمد كوراني *اليوم نشاهد عالماً معقداً…

التفسير العرفاني لما جرى علينا…

التفسير العرفاني لما جرى علينا اليوم من أحداث في المنطقة و أزمات…

التمهيد لاقتصاد حضاري رغم العقوبات،…

نتائج الخطط الخماسية في الجمهورية في المجموع حققت النجاحات التالية على صعيد…