أكثر الناس يزعمون بأن القوة هي التي تصنع الحضارات، لكن البعض الآخر يعتقد بأن قوة الإيمان والعزيمة والإرادة تصنع الحضارات الجيدة، في المقابل كثيرون يعتقدون بأن القوة بجميع مؤلفاتها المتنوعة تصنع الحضارة، امّا بعض المؤمنين يؤمنون بأن قوة الخير هي من تصنع الحضارة المستدامة، اما غالب الناس يقول بأن تجارب التاريخ أثبتت بأن القوة بشكلها الدموي هي التي تصنع الحضارات الجيدة والراقية و كذلك الدموية و البربرية. في المقابل المؤمنون يعتقدون أن الباطن هو الاساس والظاهر ليس حقيقي ولذلك القوة لا يمكن ان تشكل الفارق الاساسي في الحضارة المثالية المستقبلية، في النهاية رغم الايمان بالخطة الالهية لانقاذ البشرية التي لا نعرف متى تتهيأ مقدماتها، يمكن الجمع بين التدخل الالهي (الباطني) ومبدأ القوة الظاهرية لصناعة الدول بأن نعتقد بأن من تصنع الحضارات هي القيمة التراكمية للتضحية والايثار عند الاقوام والتضحية أن يتخلى عن ما يرغبه بشدة لصالح يريده بقوة، مثلا هناك من يضحي بطموحه الدنيوي منذ 1400عام ويستمر أتباعه بالتضحية حتى يومنا الحاضر للوصول الى حضارة مشرقة مستدامة، فهذه التضحيات كلها تشكل الأرضية الاساسية للمرحلة المقبلة، فلذلك لا تشكوا لحظة بتحقق الوعود الالهية بتشكيل الحضارة المشرقة المستدامة.