مقدمة في علم النفس الإسلامي
في البداية نؤكد ان المقصود من علم النفس الاسلامي ليس علم النفس الماخوذ من المفاهيم الإسلامية و حتى ليس علم النفس الذي يطوره المسلمون على اساس أنه لايتعارض مفاهيمه واصوله مع مفاهيم واصول الاسلام الحقيقي بل نقصد علم نفس ينشأ ويتطور في بيئة اسلامية مثالية ليبقى مصوناً من الانحراف. اذا علم النفس الاسلامي هو نفسه علم النفس من منظور خالق النفس الذي خلق الفطرة والنفس والروح بحسب الشريعة الإسلامية .
اما علم النفس بحسب ما نفهمه من علماء النفس و مذكور في المواقع المعرفية العالمية المقبولة والمعترف بها عند الجميع هو الدراسات العلمية للسلوك والعقل والتفكير والشخصية، ويمكن تعريفه بأنه: «الدراسة العلمية لسلوك الكائنات الحية، وخصوصا الإنسان، وذلك بهدف التوصل إلى فهم هذا السلوك وتفسيره والتنبؤ به والتحكم فيه».
وأفضل تعريف لعلم النفس هو ما يجمع بين دراسة العقل، والسلوك، والشعور، واللاشعور وهو أن علم النفس هو العلم الذي يبحث في السلوك من حيث علاقته بالحياة العقلية شعورية كانت أو لا شعورية. والبعض يقْصَد بعلم النفس أنَّه العلم الذي يدرس عقل الإنسان، وهو أيضًا الدراسة العلمية لسلوك الإنسان، والقدرة على التنبؤ به، و يشمل السلوك الفردي والجماعي للانسان.
ملخص افکار عن علم النفس اليوم كما يريده الغرب :
1.لا شك أن علم النفس اليوم حين النشأة انقطع عن المعارف السابقة خاصة الفلسفة لعدة أسباب غير مبررة و أهمها عدم اقتناع الغربين والاوروبين بها.
2.علماء الغرب قرروا عدم اكمال المباحث الجدلية الدينية والفكرية والفلسفية العقيمة بحسب رأيهم وإنتقلوا للمباحث التحليلية والتجربية في العلوم الفكرية والنظرية هروبا منها بحجة “أنّ لايمكن ايجاد طريق لتوحيد الأراء”، نحن نقول بأن علماء الغرب هربوا من الإجابة على اسئلة مصيرية التي لا تعجبهم و قفذوا الى ابحاث متاخرة دون ايجاد الايجابة على الاسئلة المصيرية الاساسية الكبرى.
3.هيكلية علم النفس الغربي اليوم والذي نشأ بحسب افكار “سيغموند فرويد” كانت بحسب افكار طبيب ليس له علاقة بعلم النفس ذاته.
4.العلم النفس الغربي اليوم ليس نظرية واحدة مستمرة و متكاملة بل هي مجموعة نظريات يتنقل الشخص فيمابينها عندما يصل الى طريق مسدود و حائط مجهول وتسمى مسامحة نظريات علم النفس.
5.ليس هناك نظرية واحدة مستمرة وفي طور التكامل في علم النفس الغربي اليوم، بل هناك عدة نظريات متعارضة ومتضاربة، عليك ان تقبل بالقوة بأنها نظريات تتعلق لعنوان واحد ثابت ومتطور و هو علم النفس.
6.أي نظرية يعطي صفتان متضاربتان للطفل؟ الأول بأنه يحتاج الى إرشاد وتربية وتوجيه والثاني بأنه يحق له اللإختيار واتخاذ قرارات مصيريه بكيانه الوجودي؟ هكذا هي نظريات علم النفس.
7.في العلوم التطبيقية، النظريات التطبيقية بعد فترة قد يظهر ويتبين فشله ومخاطره، لكن في العلوم النظرية المبنية على عينات محدودة الأجل كيف يظهر فشله و مخاطره في الاجل والمدة المحددة.
8.لماذا في العلوم التطبيقية والتجريبية يبحثون عن نظريات لكل الزمان ولكل المكان وفي العلوم الانسانية الذين يستخدمون فيها الادوات التجريبية والاحصائية لا يبحثون عن نظريات متكاملة و لكل الزمان ولكل المكان، بل يكتفون بنظريات مستوحاة من عينات محددة.
9.نشأة العلوم الانسانية في الغرب قائمة على “عقدة مزمنة وقديمة” تسمى الدين والله و هناك مصار واضح في معارضة الدين ومنازعة الله في هذه العلوم، هناك مصار خفي في هذه المعارضة والمنازعة و ظهور لهذه العقدة من فشل دينهم من تحقيق طموحهم وهناك محاولة واضحة في قطع العلاقة في كل شيء من حياتهم مع الله وكانوا يتحججون بالحروب الدينية في ذلك كلها رغم ان ليس عندهم مشكلة مع الحرب نفسه، اذا كانوا هم المسيطرون.
10.عمليات العلاج نفسي هي نفسها ما كان يجري في الكنيسة و على يد الخوري من اعتراف ومشافهة و كانت لأجل سلب البساط من الرجال الدين الذين يتعاملون مع الناس عند ارتكابهم ذنوب كمن لديه مفتاح الأخرة والجنة لهم.
11.واضح بأن العلوم الانسانية في الغرب أتت من أجل سد الفراغ الناتج عن محاربة الدين والله عندهم وهذا واضح و جلي خاصة في علم النفس وعلم الاجتماع.
12.في الغرب عندهم عقدة كبيرة وهي تقدم العلوم التطبيقية والتكنولوجيا، مقابل انسداد الفلسفة والفكر في الغرب ولذلك استخدموا الأدوات العلوم التطبيقية في العلوم الانسانية والعلوم النظرية و هذا اكبر خطأ رغم نتائج الباهرة المزيفة .
13.بدلا من فكرة يوم القيامة والجنة، أرادوا أن يصنعوا الجنة هنا في الدنيا فهنا الاتوبيا وهنا السعادة، لكن كل ما حصلوا عليه من هذه الافكار هو الانتقال من حروب القارات الى الحروب العالمية و صناعة مجتمع وهمي في الوقت الضائع. (بين الحروب الكبرى).
14.من يدرس “فرويد” جيدا يعرف بان فرويد غيّر بعض نظرياته بعد الحرب العالمية وبمعني أن بعد الحرب العالمية أخذ افكاره منحى مختلف عن معتقداته كردة فعل نتج عن الحروب العالمية: مثلا مباحث الغريزة والتدبر كانت قبل الحرب و مباحث غرائز الحياة و غرائز الموت كانت بعد الحرب.
15.من الجهالة او البساطة بل من الحماقة أن يعتقد بأن العلم في الغرب كان محايداً، بل هو لم يكن محايداً ابداً من جهتين 1) من جهة الباحث والمحقق و 2) من جهة السلطة السياسية والهيمنة الاقتصادية
16.اذا قمتم بتحليل شخصية علماء الغرب و التوازن الروحي والنفسي عندهم سوف تجدون بأن كل علماء الغرب أنفسهم كان لديهم مشاكل روحية ونفسية وكانوا معروفين بان لديهم معاناة مع هذا الجانب و كيف يداوي العليل العليل.
17.أول تجربة حقيقية لعلم النفس و أول مختبر واقعي لعلم النفس في تلك الفترة كانت في المعامل و من أجل خدمة الصناعة وخدمة رؤوس الأموال وفي الواقع علم النفس كان علم برجوازي في البدايات وبقى كذلك.
18.الميزة التي جعلت من فرويد عالما مشهورا ومن أفكاره نظريات مشهورة هي أنه “خالف النظريات المشهورة في الغرب والناتجة عن الثقافة المادية للغرب بطرحه لنظرية “اللاوعي”ـ لأن النظرية السائدة كانت هو محورية الانسان وعقله و عقلانيته في كل تصرفاته.
19.ليس صدفة وليس هباءا بأن معظم مؤيدي فرويد هم اليهود و معظم داعمي فرويد و منها جمعية نايبرز هم يهود. ففي الواقع خلف الترويج لنظريات فرويد كان المال اليهودي والقطبة الخفية في نظرياته كانت المال الناتج عن اثارة الحرب.
20.مسيحي واحد التحق بفرويد و اصروا أن يبقى مع تلاميذه و هو “جونز” وفي الواقع كان غطاء لهم بين الغالبية المسيحية في اوروبا.
21.علم النفس في الجامعات العربية واللبنانية لم تتجاوز الحقبة الاولى والنظريات البدائية في علم النفس و هي فرويديّة للعظم، رغم ان الاوروبين تجاوزوا الفرويديّة لكن عملاء النفس عندنا لم يرتقوا عن ذلك.
22.في الغرب بدلا من تصحيح الانظمة السياسية والاجتماعية، كان يرمون فشل هذه النظريات السياسي والاجتماعي وهذه الانظمة السياسية والإجتماعية على الجسد البشري وبدلا من نقد النظام الاجتماعي عند بروز المشاكل كانوا يتهم الخلل في الجسد الانسان لأنه خليفة الله.
23.النظريات العلوم الانسانية في الغرب خاصة علم النفس، كانت شديدة التأثر بالظروف الاجتماعية والسياسية و عند كل أزمة كان يظهر نظرية جديدة تلعن اختها ولكن في النهاية كانوا يعتبرونها علم واحد في طور التكامل.
24.في العلوم الانسانية الغربية و خاصة علم النفس لا يوجد حقيقة ثابتة الا عدم تدخل الدين والله في العلم.