كيف نوقف هجرة المسيحين من الشرق في ظل دمار الاقتصاد وتهابط الثقافة؟ من كتاب خصائص الحضارة المثالية القادمة كيف نوقف هجرة المسيحين من الشرق في ظل دمار الاقتصاد وتهابط الثقافة؟ كيف نوقف هجرة أبناء الوطن في ظل الغلاء والبطالة والفساد والمحسوبيات والحصار الاقتصادي والعقوبات وسرقة الثروات ونهبها والركود والتضخم والهجرة الاموال والاقتصاد الريعي والاقتصاد الاستهلاكي وسرقة الاموال في المصارف والهدر وتضييع الفرص. يا أصحاب القداسة والنيافة والسعادة والسماحة والفضيلة والدولة وأيها الناس والشعب والمواطنين، هل تؤمنون بأنّ: أخطر من الجوع هو عدم الإحساس بالجوع. وأخطر من العطش، فقدان الاحساس بالعطش المميت. وأخطر من الإختناق، فقدان الاحساس بالحاجة الى الهواء النقي المنعش الصافي. وأخطر من الفقر، عدم الإحساس بضرورة السعي لحياة كريمة وعيش محترم. لذلك يجب أن نتفق بأن المشكلة الاقتصادية والمعيشية هي ناتجة عن الأزمة الثقافية والتي هي بدورها تنتج الأزمات السياسية والاجتماعية، وفي الواقع الأزمة الثقافية هي التي تشرع الفساد والهدر والسرقة والنهب والظلم وتروج لها وتزينها وتقدمها باطروحات عصرية جميلة حضارية. الإنهيار الثقافي هو الذي هدم أسس الأنظمة عندنا والقضاء والمؤسسات من خلال ثقافات شعبوية خاطئة والتي يشكل الاعلام المدماك الاساسي فيه، وهل تعلمون أن هجرة المسيحيين من بلادهم وإرضهم ووطنهم في الشرق هو بسبب التباين الثقافي المصطنع من منطلق شرقي وحتى مع البيئة التي يعيشون فيها، لاتغتروا ببعض المسلمين من المتاثرين بالغرب، المشكلة في التباين الثقافي، والاعلام يشكل المتهم الأول فيه. فلذلك نجد بأن أخطر من الحرمان، الحرمان من ثقافة الاصلاح والتوعية. وأخطر من السقوط ، السقوط من الحضارة الانسانية إلى ثقافة الغريزة والشهوة. وأخطر من الإنهيار، الإنهيار من قلل القيم الانسانية الى حضيض الشهوات الحيوانية. فأخطر من دمار الاقتصاد، الاقتصاد في القيم الانسانية. وأخطر من حرمان الأمن، الأمن بالحرمان. لماذا لا نتخلى عن الوطن لكن هذه هي بلدنا ونحن نحترم كل ما فيه ونحترم نظام المحاصصة في الطوائف ولكن ليس على حساب الوطن، و عندنا شعور بأن جميع الدول العالم الثالث تواجه نفس الأزمات والمشاكل إلا ما شذ وندر و لكل حسابات استعمارية خاصة. نحن نحترم حرية الخصخصة في البلد ولكن ليس على حساب الشعب والبشر، نحن نحترم واقعنا المرير خوفاً من الأمرّ، ولكن ليس على حساب أملنا بمستقبلنا، نحن نحترم زعمائنا بأن سعادة الشعب من سعادة الزعيم، ولكن ليس عندما الزعامة تصبح أدات نصب واستغباء، ونحن نحترم التقسيمات الطائفية والاتنية والقومية ولكن ليس على حساب الانسانية، ونحن نحترم شرار قومنا عندما لا يصدّ زعرانهم الا زغراننا، ولكن ليس اذا اجتمعوا هؤلاء وهؤلاء علينا، ونحن نحترم سفهائنا عندما لا يسكت سفهائهم الا سفهائنا، ولكن ليس اذا اصبح هؤلاء وهؤلاء يديروننا، نحن نحترم طموح قومنا بأن كلهم رؤوس بصل، لكن ليس على حساب أهل العلم والفضل، نحن نحترم قيام الاعلام بصناعة الترفيه والتسلية للعموم ولكن ليس بهدف تخدير المجتمع، نحن نحترم قيام القنوات بصناعة برامج حوارية لتملئة فراغ الوقت والوقت الفارغ، لكن ليس على حساب توعيتهم للمبادئ الانسانية والاخلاقية والدينية. يقولون لكل فاسد من يحميه، ونقول لكل فاسد ثقافة تغذيه. يقولون لكل فاسد وقواد من أرباح، ونقول لكل ثقافة خاطئة من أتباع. يقولون لكن فاسد وسارق من ايجابية، ونقول ولايصح الصحيح الا الصحيح في النهاية يقولون لكل فاسد وزعيم من تاريخ صلاحية، ونقول ماذا لوكان تاريخه أطول من تاريخ الوطن تعلموا من اعتراضات سترات الصفر في فرنسا هذا البلد الغربي الاوروبي، فهل تعلمون بأنّ: معظم الإنقلابات ليست سببها الانهيار الاقتصادي، بل ارتفاع مستوى متطلبات الشعب. وإن الشعب قد يعيش دهرا على كسرة خبز، وقد يموت حسرة على ربطة عنق. وإن الشعب قد يعيش حياته مؤمنا بثقافته، وقد يموت حسرة على على أرملة سوداء صانعة أو خادمة. وأن الشعب قد يفتقد لابسط حقوقه، وقد يعج المجتمع بالجمعيات المتناقضة والمتعارضة التي تنادي بالكماليات.، وأن معظم الفوضى ليست نتيجة الحروب، بل نتيجة حسد وجشع والهروب من الواقع. وإن معظم الامبراطوريات تنتهي ليس بضعف جيشها، بل نتيجة تدهور ثقافتها وقيمها … نعم الثقافة أهم من الأقتصاد ولكن لنكون واقعيين فتاثير الاقتصاد على نفوس عامة الناس أكثر بكثير من الثقافة رغم وجود معتقدات قوية لدى أبناء المنطقة. فلذلك نعود ونكرر هل تعلمون ماذا يفعل بشعبنا ووطننا، ودولتنا، ومؤسساتنا، هذا الاعلام الفارغ وهذه المسلسلات الفاخرة: وماذا يفعل بالشعب هذه المسلسلات الفاخرة التي لايتم تصويرها الا في قصور مشيدة وبروج فخمة. وماذا يفعل بالشعب هذه المسلسلات الفاخرة التي لا تصور العائلة والأسرة الا بالخيانات والعهر باسم الحب والحرية. وماذا يفعل بالشعب هذه المسلسلات الفاخرة التي لا تصور الا الشواذ والنفوس المريضة باشكال جميلة وثياب أنيقة. وماذا يفعل بالشعب هذه المسلسلات الفاخرة التي لا تعكس واقعنا ومجتمعنا وثقافتنا واخلاقتنا. وماذا يفعل بالشعب هذه المسلسلات الفاخرة التي لا تعكس الا سباق العريّ والجشع. وماذا يفعل بالشعب هذا الإعلام المتحرر من القيم، وهذا الترفيه المتحرر عن الواقع. وماذا يفعل بالشعب هذه الثقافة التي لا تغذي الا الخلايا الغريزية في جسد الوطن. وماذا يفعل بالشعب هذا الاقتصاد المتوحش الذي يعتمد على اختلاف نمط الحياة، والاختلاف الطبقي والإختلاف والتباين والتنازع و… إرحموا شعوبكم، فنحن الآن بأمس الحاجة الى تهدئة النفوس المتهيجة على القيم والمنقلبة على مصالحها، لكن نحن نحب الشهرة ولو على القاذورات ونحب السياسة ولو على النفايات ونحب الترفيه والتسلية ولو على الخلاعة ونحب السوشيال ميديا ولو على الفتن، وكل هذه الأمور تسبب هجرة المواطنين، المسيحيين قبل المسلمين، الى حيث يرسلهم الاعلام، فنتعلم من سيرة حياة الداعشيين في اوروبا، كيف كان الداعشي من اصول اوروبي متوحش أكثر من الداعشي من ابن البلد. نحن الآن بأمس الحاجة الى تهدئة النفوس، وكبح جماح الاختلاف الطبقي من خلال الثقافة الموجهة، والاعلام الهادف والقنوات المراعية للقيم, وهنا يأتي دور علماء الدين، ورجال الدين، وزعماء الطوائف وقادة الطوائف الروحية… لتهدئة النفوس… لذلك من يريد أن يحكم العالم و يقدم حضارة مثالية مستدامة يجب عليه أن يكون لديه حلول حقيقية ومنطقية لأهم عوامل الانهيار في الأنظمة الديموقراطية والصالحة : وهما في الثقافة 1) التدهور الديموقراطي و خلف غير الصالح 2)الزيف الديموقراطي والدولة العميقة وكذلك في الاقتصاد 1) الاستعمار والهيمنة الخفية 2) اقتصاد الظل واقتصاد الجريمة المنظمة.