كتاب “مكان تحت الشمس” (بالإنجليزية: A Place Among the Nations أو A Place in the Sun) لبنيامين نتنياهو، وليس “ما وراء الشمس”. هذا الكتاب صدر في أوائل التسعينيات (1993 بالأصل العبري، وترجم إلى العربية حوالي 1995) ويُعد إعلاناً صريحاً لرؤية نتنياهو السياسية إزاء الصراع العربي–الإسرائيلي. إليك ملخصاً مركّزاً وعميقاً: أبرز المحاور في الكتاب:
1. الطابع الأيديولوجي والأخلاقي للصهيونية
يؤكد نتنياهو أن التراجع عن مبادئ الصهيونية يمثل “فراغاً وجودياً” لدولة إسرائيل، معتبرًا أن الصهيونية هي مصدر الهوية والدعامة لمشروع الدولة الصهيونية .
يؤسس لفكرة “الواقعية المتطرفة” أو “الواقعية الهجومية”، التي ترى أن البقاء والصمود لا يتمان إلا عبر استخدام القوة والردع .
2. الهوية التاريخية والادعاءات الجغرافية
يعرض سرداً تاريخياً يؤكد الأولوية لليهود في فلسطين، مستنداً إلى معاهدات مثل مؤتمر فرساي ووعد بلفور، ويدعي أن هذه المعاهدات تعترف بحق اليهود في الضفة الغربية، الخليل، نابلس، وشرق القدس كما في حيفا ويافا .
يصف المدن الفلسطينية القديمة مثل نابلس على أنها تراث يهودي، محاولاً طمس الهوية الفلسطينية واستبدالها بسرد تاريخي إسرائيلي .
3. موقفه من السلطة الفلسطينية وحل الدولتين
يرفض بشدة إقامة دولة فلسطينية، ويعتبر أي تنازل على الضفة الغربية تهديداً وجودياً لإسرائيل .
يدعو إلى حل “سلام مسلّح” (أي سلطة مدنية محدودة تحت السيطرة الأمنية الإسرائيلية)، حيث يُمنح الفلسطينيون صلاحيات مدنية فقط، ويُستثنى منهم الأمن والمياه والأراضي
4. القوة كسبيل للبقاء الجيوسياسي
يرى نتنياهو أن السلام لا يمكن تحقيقه إلا عبر “السلام المسلّح”، عبر قوة ردع عسكرية مستمرة تعمق الاستيطان وتضمن السيطرة الأمنية .
كما يشدد على أهمية الجغرافيا: الضفة الغربية توفر مواضع استراتيجية وبعض مصادر المياه الحيوية لإسرائيل .
5. التهديدات الخارجية – إيران والإسلام السياسي
يمثل البرنامج النووي الإيراني الخطر الأكبر على إسرائيل، ويحفّز الدول العربية والغرب على فُرض حظر ومعاداة النظام في طهران .
يرى أن العداء “للإسلام” يتجاوز كونه ضد إسرائيل، بل هو أيضًا ضد الحضارة الغربية عمومًا .
الخلاصة:
في كتابه مكان تحت الشمس، يُقدم نتنياهو رؤية مبنية على:
الصهيونية المتشددة كمرجعية أخلاقية وسياسية؛
ثقافة الردع والاستيطان المدعوم بالدين والتاريخ؛
رفض حل الدولتين أو الاعتراف بحقوق قومية للفلسطينيين؛
الاكتفاء بسلام مسلّح دون تنازلات، مدفوعًا بشعاره “السلام عبر القوة”.
الكتاب يُعد بمثابة ميثاق أيديولوجي لسياسات نتنياهو اللاحقة، ويعكس فلسفة سياسية تستند إلى الهيمنة والاستعلاء الأمني، مع طمس الجانب الفلسطيني من السرد التاريخي بشكل صارخ.
