*الفرص والتهديدات في المرحلة الراهنة، معادلة الشرق الأوسط الجديد*
محمد كوراني
من مرحلة الردع إلى مرحلة الاختراق الاستراتيجي
من أجل البشرية جمعاء ومصلحة الشعوب كلهم والبيئة ومصير الكوكب الأرضي كله، يجب ان نقدم قراءة استشرافية للمرحلة الراهنة في الشرق الأوسط، مختلفة عما نسمعه، خاصة بعد المتغيرات الدراماتيكية التي شهدتها الساحة الإقليمية. فهم ينطلقون من رؤية إنسانية شاملة تجمع بين الحكمة والواقعية، مستندين في تحليلهم إلى السنن الإلهية والوعود و المواثيق الالهية، سعياً لتحقيق الاستقرار والعدالة للشعوب جميعاً والى الخلاص والنجاة لكل البشرية و في كل قارات العالم وليس من اجل دولة واحدة او تيار او فئة محددة.
تحليل التهديدات: من الاحتواء إلى التفتيت المنظم
تواجه الأمة الإسلامية عامة والمحور المقاوم خاصة جملة من التهديدات المصيرية التي تتطلب معالجة حكيمة. فمن ناحية، يشكل التمزق الداخلي أحد أخطر هذه التهديدات، حيث تحولت القوى الشيعية في العراق إلى تيارات متضاربة المصالح، مما أفقدها القدرة على توحيد الصفوف ومواجهة التحديات المشتركة. كما أن الاستنزاف المستمر للقوى المقاومة بعد حروب الـ12 والـ66 يوماً، أدى إلى تراجع القدرات العسكرية واللوجستية، مما يستدعي إعادة تقييم شاملة للاستراتيجيات المتبعة.
وتمثل الهيمنة الأمنية الأمريكية الإسرائيلية على مقدرات الشعوب العربية والإسلامية تهديداً وجودياً يتطلب مواجهة جماعية. أما تحول سوريا الجيوسياسي وخسارتها لصالح تيارات إسلامية وعربية معادية للمحور المقاوم، فيشكل نكسة استراتيجية تتطلب معالجة بعيدة المدى.
تحليل الفرص: من الردع إلى التحرر الاستراتيجي
رغم هذه التهديدات الخطيرة، تظل الفرص الاستراتيجية الكبرى قائمة وتشكل منطلقاً لرؤية الحكماء. فتحول القوى الشيعية إلى مجتمعات مقاتلة يمثل فرصة تاريخية، حيث يشكل تحول الدول إلى شعوب “مقتلة مضحية صبورة” قوة ردع غير تقليدية يصعب مواجهتها بالأساليب التقليدية. كما أن استمرار صمود أنصار الله في اليمن يمثل نموذجاً فريداً للمقاومة الشعبية التي تستطيع تحويل التحديات إلى انتصارات.
ويشكل الصراع الدولي بين القوى العظمى فرصة ذهبية لتطبيق استراتيجية “أشغل الظالمين بالظالمين”، حيث يمكن استثمار التنافس الأمريكي الصيني لصالح تحقيق الأهداف الاستراتيجية. كما أن تراجع الهيمنة الأمريكية العالمية مع صعود القطبية المتعددة في النظام العالمي، يفتح آفاقاً جديدة للتحرر من التبعية وتحقيق الاستقلال الحقيقي.
الاستراتيجية العسكرية: من المواجهة المباشرة إلى الاختراق غير المتماثل
يمكن من خلال المحاور المتكاملة توجيه ضربة استراتيجية لإسرائيل تحقق الأهداف الوطنية مع الحفاظ على المصلحة الإنسانية العامة. فيمكن بناء قوات شعبية غير تقليدية تحول المجتمعات الشيعية إلى جيوش مقاومة شعبية لا تعتمد على البنى التحتية التقليدية التي يمكن استهدافها. كما أن تطوير أسلحة الردع غير المتماثل من خلال تركيز الجهود على تطوير أنظمة الصواريخ بعيدة المدى والطائرات المسيرة وأنظمة الحرب الإلكترونيةالمبنية على الذكاء الاصطناعي، يشكل خياراً استراتيجياً يحقق التوازن العسكري.
ويأتي استغلال العمق الإستراتيجي من خلال نشر قوات صغيرة متحركة في مناطق متفرقة يصعب استهدافها، كخيار عملي لمواجهة التفوق العسكري التقليدي للعدو. كما أن تفعيل جبهات المقاومة المتعددة من خلال تنسيق عمليات المقاومة بين غزة والضفة الغربية وجنوب لبنان وسوريا، يشكل ضغطاً متعدد المحاور يصعب على العدو مواجهته.
الاستراتيجية السياسية: من المواجهة المباشرة إلى الإرباك الاستراتيجي
يوظف الحكماء الصراعات الدولية لخدمة المصالح الإستراتيجية، وذلك باستخدام التنافس الأمريكي الصيني روسي لتشتيت انتباه القوى المعادية. كما يبنون تحالفات تكتيكية مع قوى إقليمية ودولية على قاعدة “العدو عدوي صديقي مؤقتاً”، بما يخدم تحقيق الأهداف الاستراتيجية. ويفعلون دبلوماسية المقاومة عبر كسب تعاطف الرأي العام العالمي مع القضية الفلسطينية، مما يشكل ضغطاً معنوياً على القوى المعادية.
استراتيجية “أشغل الظالمين بالظالمين”: من النظرية إلى التطبيق
يطبق الحكماء هذه القاعدة القرآنية من خلال تحريك الصراعات الجانبية عبر إثارة النزاعات بين إسرائيل وحلفائها الإقليميين. ويستغلون الخلافات الغربية من خلال تفعيل الخلافات الأوروبية الأمريكية حول الملف النووي الإيراني. كما يؤججون الصراعات الداخلية في إسرائيل بين التيارات السياسية والمجتمعية، مما يضعف قدرتها على التركيز على أهدافها الاستراتيجية.
الرؤية الاقتصادية: من التبعية إلى الاكتفاء الذاتي
يبنى الحكماء اقتصاد المقاومة عبر إنشاء شبكات تمويل ذاتية تعتمد على التبرعات والزكاة والخمس، مما يحقق الاستقلال المالي. ويطورون صناعات عسكرية محلية بسيطة ولكنها فعالة، يصعب تتبعها وتدميرها. وينشئون أنظمة اتصالات مستقلة بعيدة عن السيطرة الأمريكية والإسرائيلية، مما يحفظ الأمن المعلوماتي.
من الدفاع إلى الهجوم الاستراتيجي
إن الفرصة التاريخية ما زالت متاحة لتحقيق نصر استراتيجي على إسرائيل، من خلال توحيد الجهود وتحويل نقاط الضعف إلى نقاط قوة. فتحول المجتمعات الشيعية إلى “شعوب مقاتلة مضحية” يشكل أعظم سلاح غير تقليدي في مواجهة آلة الحرب الإسرائيلية. والاستعداد المادي والمعنوي، مع التوكل على الله والثقة بنصره، هما سبيل النجاح في هذه المعركة المصيرية.
{وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ} (الأنفال: 60)
{إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ} (محمد: 7)
فالله ناصر من ينصره، والحكمة تقتضي الجمع بين الأخذ بالأسباب والاعتماد على الله في تحقيق النصر المؤزر، الذي لا يحقق المصالح الوطنية فحسب، بل يخدم الإنسانية جمعاء من خلال إقامة العدل والقسط.
السلاح الأقوى، خدمة المؤمنين
*السلاح الأقوى لنيل رضى الله و سريان اسماء الله العظمى بيننا هي خدمة المؤمنين الذين يصعب عليهم تأمين قوتهم اليومي لحلال الله وحرامه لابحسب الاحكام الضرورة بل باحكام الله الاولى، لأن ارضاءهم سهلة و يسيرة فهم لا يريدون الا قوتهم ولايسعون الى كماليات الدنيا. تلك العجوزة المؤمنة في القرية وذلك الختيار الفلاح المؤمن و حتى ما يسمونهم “المؤمن الدبلة” هم مفتاح ابواب السماء و مفتاح التسديد الالهي و هم علة علل النصر والتوفيق، إرضائهم ليست صعبة، هناك خطوات صغيرة بميزانيات قليلة قادرة على ارضائهم، شراء منتجاتهم الزراعية و نقليات لتأمين طعام رخيص لاهل القرى و نشاط ديني عفوي ايماني في كل جامع و حسينية و مواصلات لزيارة الاحباب و هناك لايزال مؤمنين يساعدون الاخرين دون توقع و بدل و هناك قلوب مؤمنة قادرة على بث الأمل والتفاؤول و هناك كبار في السن يسعون وراء حاجات الناس و يسعون لتزويج الارامل والفتيات و يشجعون الشباب على الزواج السهل الباكر و يحلون المشاكل الصغيرة والكبيرة في القرى و الأحياء بالقوة العاطفية قبل القوة القوة القهرية و يشجعون الناس على صلة الأرحام و كف أذى بعض قطاع الطرق و قطاع الارزاق عنهم مهما كانت انتماءهم السياسي والحزبي والحركي.*
#حضارة_إسلامية_مستقبلية_مشرقة
https://t.me/M_Civilization #Merciful_Dignified_Civilization
#حضارة_الرحمة