للعولمة معانٍ في مجالات الإقتصاد والسياسة المختلفة، كما قدمت عنها تعاريف مختلفة من قبل الباحثين المتخصصين. وفي رأيي إنّ بالإمكان القول باختصار إنّ العولمة هي أن يشيع نمط خاص من الحياة بحيث يشمل ويغطي جميع البشرية على الأرض. وهو التيار الذي يؤدي إلي ظهور التعامل والارتباط والعلاقات المتبادلة بين الحقائق والرؤي والمفاهيم وأبناء البشرية، والأسلوب الذي يخلق الارتباط المتبادل، ليس الارتباط الفكري المتبادل فحسب، بل الارتباط السياسي والاقتصادي والتنظيمي أيضاً في عالم اليوم. والعولمة هي معقد الآمال بالنسبة إلى البعض، فيما هي مثيرة للقلق بالنسبة إلى البعض الآخر. والمجتمعات التي ترى نفسها متفوقة وذات قوة عظميى من ناحية القوة السياسية والتكنولوجيّة كالمجتمع الأميركي تتطلع الآن إلي ظاهرة العولمة على أمل أن تغطي بثقافتها جميع العالم، وعلى العكس من ذلك فإن المجتمعات الضعيفة يعتريها القلق والخوف من أن تداس تحت أقدام الغزاة الثقافيين. إن الإسلام يطرح العولمة هو أيضاً، فهو يخاطب جميع أبناء البشرية. وقد نزل كتاب اللّه (هديًا للناس)، ومستقبل العالم والبشرية قائم حسب الرؤية الإسلامية على الصلاح والخير لا الفساد والشر، وسوف يكون مصير المفسدين في الأرض الزوال والهلاك، وسوف يعم العدل والقسط الأرض، وسوف يقودها المؤمنون والصالحون.
تيقن بأن الصبح قريب، فقد ظهر الفجر و لم يبقى الى صبح النور الا قليل من الصبر و اليقين والهمة العالية. أصنعوا الحضارة المشرقة المستدامة بايمانكم بأن البشر ضعيف بنفسه، قوي بإيمانه بالغيب. هذا ينجينا من تدمير الذات و يقوينا بالمدد الغيبي حتى طلوع شمس الحياة الحقيقي.