الانسداد الحضاري في العلوم العصرية بسبب العولمة وضرورة التحول، محمد كوراني
الغرب، إستفاد من علوم الشرق وثرواته لأستعمارنا وأستعمار عقولنا. الغرب الحداثة منذ الحرب العالمية الثانية، ارتكب ثماني اخطاء قاتلة بحق البشرية: الاول: بث انواع جديدة من الادمان ٢٤نوع، الثاني: نشر انواع جديدة من التلوث٣٦ نوع، الثالث: نشر أنواع جديدة من الأمراض في مختبراته، الرابع: فتح مجال لأنواع كثيرة من الامراض النفسية الناتجة عن عصر التكنولوجيا و الخامس: فتح ابواب جديدة لكائنات غير بشرية بين البشر مثل سيرن و… ،
وأيضا سبب الغرب الحداثة ثلاث عوامل مدمرة في العالم، أولها: ناتج عن الفوضى في العالم الرقمي و الثاني: الفوضى في عالم الجينات والثالث : الفوضى في المصادم للجزيئات ومسرعاتها و يجب محاكمة غرب الحداثة لتأثير ذلك على تدمير البشرية.
نحن نؤمن بأن هناك أشياء كثيرة تؤثر على فطرة الانسان ونفسيته وروحه وأبسطها الطعام الحلال والطعام الطيب على الانسان، لكن اليوم أصبح علينا أن نهتم بعدد كثير من الأمور الخطيرة على البشرية فهنا نتكلم عن هذه المخاطر كعلامات للانسداد الحضاري والوصول الى نقطة اللا عودة في الحضارة البشرية التي تكاد لا يصلحها شيء الا الخطط الالهية المقرونة بالحروب الكبرى والدمار الشامل:
أثر الطعام على روح و سلوك الانسان
غذا كان الأطعمة الطيبة تترك أثرا طيبا من الحلال والمستحب، على الروح و الأخلاق و السلوك فيكيف الأطعمة الأخرى التي تروج لها الغرب والتي تترك الأثر السيء عليها و من أعظم الضرر على الإنسان هي الضرر النفسي والمعنوي و لذلك نهى الشريعة عن كل طعام محرم، أو فيه شبهة تحريم فما هي أثار الطعام غير الحلال وغير الشرعي:
ورد في تراثنا «من أكل لقمة حرام لم يقبل له صلاة أربعين ليلة»( عدة الداعي: 33).و «إنّ الله حرم الجنة جسدًا غُذي بحرام»( كنز العمال 4: 14)، و أيضا «إذا وقعت اللقمة من حرام في جوف العبد لعنه كل ملك في السماوات والأرض»( بحار الأنوار 100: 12). و «العبادة مع أكل الحرام كالبناء على الرمل»( عدة الداعي: 141)، أو حتى في النشأة والتربية فإننا نعلم إن الإنسان يؤثر فيه خاصية الجينات وهذه الجينات هي عناصر، وكل عنصر لم يكن صحيحا يؤثر تأثيرا سلبيا. وهذه العناصر تتغذى من الطعام لذلك كان: «الكاد على عياله من الحلال كالمجاهد في سبيل الله»( من لا يحضره الفقيه 2: 168).
أثر الاطعمة الطيَبة الحلال عندنا :
لانقصد بالطيَبة ما كان طعمها طيبا بل ما كان حلالا من الطعام لا شبهة فيها وكان أثرها طيبا على الانسان بدنا وروحا، وإلا قد تكون بعض الاطعمة المحرمة ذات طعم طيب الا انها تترك على البدن والروح الأثر الخبيث، وقد ورد في النصوص الدينية بعض تلك الاطعمة منها:
«عَلَيكُم بِالزَّيتِ فإنّهُ يَكْشِفُ المُرَّةَ… وَيُحْسِّنُ الخُلُقَ»( وسائل الشيعة، ج17ص12)..
«مَنْ سَرَّهُ أنْ يَقِلَّ غَيْظَهُ فَلْيَأكُلْ لَحمَ الدُّراجِ(فروع الكافي، ج6، ص312).
” من اشتكى فؤاده وكثر غمه فليأكل الدراج ” ( بحار الانوار ج62 ص44).
” عليكم بالعدس ، فانه مبارك مقدس ، يرق القلب، ويكثر الدمعة، وقد بارك فيه سبعون نبيا آخرهم عيسى بن مريم (عليه السلام) ” بحار الانوار ج103 ص233). و ” شكا نبي من الانبياء إلى الله (عزو جل) قساوة قلوب قومه، فأوحى الله (عز وجل) إليه، وهو في مصلاه: أن مُر قومك أن يأكلوا العدس، فانه يرق القلب ويدمع العين ويذهب الكبر [ياء] وهو طعام الابرار ” (بحار الانوارج63 ص259)
” الخل … ينير القلب ، ويشد اللثة ، ويقتل الدواب البطن” (بحار الانوار ج103 ص237)
«شَكى نَبِيٌّ مِنَ الأنبِياءِ إِلى اللهِ (عَز وَجَلَّ) الغَمَّ فَأَمَرَهُ اللهُ (عَزّ وَجَلَّ) بِأَكْلِ العِنَبِ». وعنه (عليه السلام): لما حسر الماء عن عظام الموتى فرأى ذلك نوح (عليه السلام) جزع جزعا شديدا واغتم لذلك، فأوحى الله إليه أن كل العنب الأسود ليذهب غمك” (ميزان الحكمة ج2 ص272)
«مَنْ أَكَلَ رُمّانَةً عَلَى الرِّيقِ أَنارَتْ قَلْبَهُ أَربَعِينَ يَوماً». و “من أكل رمانة على الريق أنارت قلبه فطردت شيطان الوسوسة أربعين صباحا” (بحار الانوار ج63 ص161)
«يا جَعْفِرُ كُلِ السَّفَرجَلَ فَإِنّهُ يُقَوي القَلْبَ وَيُشْجِعُ الجَبَانَ»( بحار الانوار ج63 ص170).
أثر الأطعمة الخبيثة والمحرمة والنجسة:
و نقصد بالاطعمة الخبيثة ما كانت حراما أو تركت أثرا خبيثا في نفس الانسان أو في بدنه وإن كانت ذات طعم طيب، وقد تقدم إن العلماء أثبتوا تأثر سلوك لانسان بما تفرزه غدده من هورمونات والغدد تتأثر بما يردها من طعام ، وعلى هذا الأساس، فإنّ لحومَ، الحيوانات تحمل نفس الصّفات النفسيّة الموجودة في الحيوان، فالضّواري تفعل فِعْلَ عناصر التّوحش في الإنسان، والخنزير يذهب بالغيرة عند الإنسان، وهكذا فإنّ لحم أيّ حيوان، يخلف بصماته على روح آكله مباشرةً، وينقل إليه صفاته، وقد حذرت النصوص الدينية من بعض الاطعمة نذكر منها :
الأكل الحرام و هو من أشد الأطعمة خبثا في روح وسلوك الانسان :
«مَنْ أَكَلَ لُقْمَةَ حَرام لَنْ تُقْبَلَ لَهُ صلاةُ أَربَعِينَ لَيلَةً، وَلَمْ تُسْتَجَبْ لَهُ دَعوَةُ أَربَعِينَ صَباحاً، وَكُلُّ لَحْم يُنٌبِتُهُ الحَرامُ فَالنَّارُ أَولَى بِهِ، وَإنَّ اللُّقْمَةَ الواحِدَةَ تُنْبِتُ اللَّحْمَ»( بحار الانوار ج63 ص314).
ورد في التراث الديني : الاكل الحرام يسلب التوفيق و الفلاح كما روي عن الفضل بن الرّبيع أنّ «شريك بن عبدالله»، دخل يوماً على «المهدي»، الخليفة العبّاسي في وقتها فقال له المهدي العباسي: «أي شريك»، أعرض عليك ثلاثة اُمور، عليك أن تختار إحداها، فقال ما هي؟، فقال له: إمّا أن تقبل منصب القضاء، أو أن تعلّم إبني، أو تأكل معنا على مائدتنا، ففكّر شريك قليلاً، وقال إنّ الأخيرة أسهلها، فحجزه المهدي، وقال لطبّاخه، حضّر له أنواعاً من أطباق أمخاخ الحيوانات، المخلوطة بالسّكر و العسل. فعندما أكلَ شريك من ذلك الطعام اللّذيذ، «وطبعاً الحرام»، قال الطبّاخ للمهدي، إنّ هذا الشّيخ لن يُفلح أبداً بعد هذا الطّعام، فقال الرّبيع: وفعلاً قد صدقت نبوءة الطبّاخ.( الاخلاق في القرآن ج13 ص10)
«وَأَمَّا الدَّمُ فَإَنَّهُ يُورِثُ الكَلَبَ وَقَسْوَةَ القَلبِ وَقِلَّةَ الرَّأفَةِ وَالرَّحمَةِ لا يُؤمِنُ أَنْ يَقْتُلَ وَلَدَهُ وَوالِدَهُ».( الكافي، ج6، ص351)
«وَ أَمَّا الخَمْرُ فإنَّه حَرَّمَها لِفِعْلِها وَفَسادِها وَ قَالَ إِنَّ مُدْمِنَ الخَمْرِ كَعابِدِ الوَثَنِ، وَ يُورِثُ إِرتِعاشَاً وَيُذْهِبَ بِنُورِهِ وَيَهْدِمَ مُرُوَّتَهُ»( الكافي، ج6، ص351).
اكل اللحم بكثرة بحسب تراثنا الديني يحول المعدة الى مقبرة لكن تركه ايضا لا يجوز ” اللحم ينبت اللحم ويزيد في العقل ومن تركه أياما فسد عقله” . و ” من ترك اللحم أربعين صباحا ساء خلقه وفسد عقله “( بحار الانوار ج63 ص72) .
أثر التخمة وكثرة الطعام
قد يقصد بفضلة الطعام إدخال الطعام على الطعام، والأكل الزّائد عن الحاجة، أو يقصد به الطّعام المتبقي من الوجبات السّابقة، أي بقايا الطعام الفاسد:
بحسب تراثنا فضول الطعام يورث قسوة القلب والتكاسل عن العبادة ويصم صاحبه من سماع الموعظة «إِيَّاكُم وَفُضُولَ المَطْعَمِ فَإِنّهُ يَسِمُ القَلْبَ بِالقَسوَةِ وَيُبْطِيء بِالجَوارحِ عَنِ الطّاعَةِ وَيَصُمُّ الهِمَمَ عَنْ سِماعِ المَوعِظَةِ».( ميزان الحكمة ج4 ص11) ورد أيضا ” يا بني إسرائيل، لا تكثروا الأكل، فإنه من أكثر الأكل أكثر النوم، ومن أكثر النوم أقل الصلاة، ومن أقل الصلاة كتب من الغافلين ” (ميزان الحكمة ج1 ص80). و ايضا ” لا تميتوا القلوب بكثرة الطعام والشراب، فإن القلب يموت كالزرع إذا كثر عليه الماء ” (ميزان الحكمة ج4 ص11).
” كثرة الأكل من الشره، والشره شر العيوب “( ميزان الحكمة ج1 ص80).
” ليس شئ أضر لقلب المؤمن من كثرة الأكل، وهي مورثة لشيئين: قسوة القلب، وهيجان الشهوة ” (ميزان الحكمة ج1 ص80).
” إياكم والبطنة، فإنها مفسدة للبدن ومورثة للسقم ومكسلة عن العبادة ” (27). وعنه (عليه السلام): ” إياك وإدمان الشبع، فإنه يهيج الأسقام ويثير العلل ” (عيون الحكم و المواعظ ج1 ص83) ، و عنه (عليه السلام): لا يجتمع الصحة والنهم ” (ميزان الحكمة ج1 ص82)
” القلب يتحمل الحكمة عند خلو البطن، القلب يمج الحكمة عند امتلاء البطن ” (ميزان الحكمة ج4 ص11).
” لا يدخل ملكوت السماوات والأرض من ملأ بطنه” (ميزان الحكمة ج1 ص82).
وكذلك حول تاثير اللحوم ينقل ما يلي : ويعد ذكر الابل (الجمل) من أشرس الحيوانات قال ابن خلدون فى المقدمهً.. أكل العرب الإبل فأخذوا منها الغيرة والغلظة. وأكل الأتراك الخيول فأخذوا منها الشراسة والقوة. وأكل الإفرنج الخنزير فأخذوا منه الدياثة. وأكل الزنوج القرود فأخذوا منها حب الطرب. وقال ابن القيم رحمه الله “كل من ألِفَ ضربا من ضروب الحيوانات اكتسب من طبعه وخُلقه فإن تغذى بلحمه كان الشبه أقوى (ابن القيم بالمدارج ٤٠٣/١) ونحن فى زماننا هذا أكثرنا من أكل الدجاج” فاخذنا منه كثرة البقبقة والصياح والمذلة وطأطأة الراس وعدم التحليق والثرثرة والصياح فتكالبت علينا الأمم وما أكثر الدجاج فى زماننا هذا .
أنواع الأدمان الحديثة :
في العصور القديمة كان هناك نوعين من الادمان، الادمان على الكحول والمخدرات الطبيعية و الادمان على القمار لكن في العصر الحاضر قدم لنا الحضارة الغربية بسبب التطور العلمي والتكنولوجي وتغيير نمط الحياة على المعملورة انواعاً جديدة من الادمان و بعضها يختص بالاطفال و يؤدي الى انتحارهم فما هي انواع الادمان الحديثة التي قدمتها لنا الحضارة الغربية :
أنواع الأدمان الحديثة الناتجة عن الغرب:
1) إدمان التكنولوجيا
2) إدمان الكحول (المشروب / الخمر)
3) إدمان القمار
4) المهلوسات : (LSD ، mesalin) phencyclidine و الخ)
5) المواد المتطايرة (أرق ، والبنزين ، والبنزين ، والبالي وغيرها
6) المواد الأفيونية (المورفين والهيروين والكوديين والميثادون وما إلى ذلك)
7) ادمان انواع المهدئات (الديازيبام ، كلورازيبات ، الخ)
8) ادمان انواع المنشطات (الأمفيتامين ، النشوة ، الكوكايين ، إلخ.)
9) ادمان التبغ و دخان و النرجيلة والسجائر
10) إدمان المحفزات والمنشطات الطبية
11) إدمان المواد التي تسبب الهلوسة
12) إدمان المذيبات
13) إدمان الكراك ( كوكايين)
14) إدمان الهيروين
15) إدمان الأكستازي
16) أدمان المواد المتطايرة (الغاز)
17) أدمان على الأمفيتامين (كابتاجون)
18) أدمان الميثامفيتامين (الشبو / الثلج / كريستال ميث )
19) إدمان العمل الاداري
20) إدمان للتسوق
21) أدمان لدى الأطفال والشباب
22) إدمان الجنس
23) إدمان الحشيش (الماريوانا )
24) إدمان الأفيون (القات)
25) إدمان العلاقات العاطفية المتنوعة
26) ادمان على الألعاب
27) أدمان على الحوار الالكتروني والوسائل التواصل الاجتماعي
28) أدمان على ريلز
لاعلاج للإدمان الناتج عن الحضارة الغربية :
هل يمكن علاج الادمان؟ هناك انواع كثيرة من حالات الادمان لا يمكن علاجه حتى يموت المدمن . تعتمد أنواع الإدمان على المادة المستخدمة من قبل الشخص ونوع الإدمان. تختلف أنواع التبعية بشكل كبير وفقًا للنوع الذي تعتمد عليه. في علاج نوع الإدمان ، يتم فحص و إجراء التحاليل بشكل مفصل في مركز الادمان متخصص. و من ثم يتم إصدار برنامج علاج خاص للشخص. يتم التعامل مع الشخص مع نهج متعدد التخصصات ومعالجة متعددة الأوجه مع برنامج علاج خاص. هناك العديد من الطرق في عيادتنا التي نستخدمها لعلاج مرضانا في مركز علاج الأدمان .وتشمل
1. العلاج النفسي الفردي
2. العلاج النفسي الجماعي للإدمان
3. جلسات علاج التفاعل الاجتماعي
4. العلاج بالعقاقير
5. جلسات التحفيز المغناطيسي العميق (Deep TMS)
6. الدورات التعليمية للأسرة
يمكننا القول أن أنواع الأدمان سيتم تقييمها في الإطار العام ، حيث يتم فصل أنواع الأدمان في حد ذاتها. ولذلك ، فمن الضروري أن يتم تقييم الشخص ومعاملته من قبل أخصائي وخطة علاج خاصة للشخص. لكن في النهاية الحالات التي شفيت من الامراض النفسية حتى نهاية العمر قليلة والعلاج النهائي ايضا بحسب بعض العلماء مستحيل.
الاضطرابات النفسية والعقلية الناتجة عن الحضارة الغربية :
