إيران كيف يمكنها إستعادة معادلات الردع للمحور

*إيران كيف يمكنها إستعادة معادلات الردع للمحور*

موقع الاكتروني

*هل يمكن لإيران أن تستعيد معادلات الردع بعد كل هذه الخسائر، من خلال معركة متوازنة مبنية على “لا غالب ولا مغلوب” وبالأسلحة العادية وليس أسلحة الدمار الشامل وعلى استراتيجية من ينسحب أولًا؟*

الشروط اللازمة لاستعادة الردع من خلال معركة متوازنة:

1. تحقيق *صدمة نوعية بدون تصعيد شامل* ، أي تنفيذ ضربة مفاجئة تُحدث أثرًا نفسيًا ومعنويًا أكثر من مادي، تعيد الحسابات لدى صانع القرار الإسرائيلي، وتُظهر أن الكلفة على إسرائيل أصبحت أكبر من الفائدة.

2. *إثبات القدرة على الاستمرارية* ، بمعنى أن إيران تثبت أن لديها القدرة على مواصلة الرد العسكري التقليدي بشكل متكرر ومنتظم، رغم أي اختراقات إلكترونية أو ضربات دقيقة.

3. إعادة تنشيط وحدة محور المقاومة، من خلال عمليات منسقة (وإن غير معلنة) بين الحلفاء في العراق، سوريا، لبنان، واليمن، لإعادة توزيع الضغط على جبهات متعددة.

4. استخدام تكتيكات *”الردّ المدروس”،* بحيث تُوجَّه ضربات عسكرية مؤلمة لكن محسوبة، تجبر إسرائيل على التراجع من دون أن تدفعها إلى استخدام أسلحة نوعية أو ردود مفرطة.

5. التمسك بمعادلة *”من ينسحب أولاً يخسر”*، وخلق صورة إعلامية تُظهر أن إيران صامدة ومتماسكة رغم كل الضغوط، مما يعيد بعض هيبة الردع.

التحديات: أي خطأ في التقدير يمكن أن يُفجّر الوضع الشامل. إسرائيل قد تسعى لتحويل هذا الوضع إلى حرب واسعة للخروج من مأزق سياسي داخلي. لكن الى متى الاحتياط؟

آلية استعادة الردع بمعركة متوازنة:

1. *النجاح الدفاعي:* إثبات قدرة إيران على اعتراض الغالبية العظمى من صواريخ/طائرات إسرائيل في أي مواجهة قادمة (مثل اعتراض 90%+ من الضربات) و هذا غير موجود.

2. *ضربات “مقبولة دولياً”:* تنفيذ هجمات محدودة على أهداف عسكرية بحتة داخل إسرائيل (بدون سقوط مدنيين) تظهر الدقة *النسبية* رغم إنها عمليا غير دقيقة أو تحريك الداخل الفلسطيني من خلال استعطاف رأي العام المصري والتركي والفلسطيني.

3. *استنزاف إسرائيل نفسياً:* استمرار إطلاق هجمات متفرقة تفرض حالة طوارئ مستمرة وتُكبد إسرائيل خسائر اقتصادية فادحة (إغلاق مطارات/موانئ لأيام).

4. *الصمود السياسي:* تحمل الضربات الإسرائيلية دون تراجع داخلي أو انهيار معنوي، مع إظهار وحدة وطنية.

5. *”انتصار رمزي”* : إجبار إسرائيل على وقف هجومها أولاً عبر وسيط دولي، ثم تقديم ذلك داخلياً وخارجياً على أنه انسحاب إسرائيلي تحت الضغط.

*التحديات: *

– التفوق التقني والإلكتروني الإسرائيلي يجعل تحقيق “تعادل” على الأرض صعباً.

– مساحة إسرائيل الصغيرة تعني أن أي اختراق دفاعي سيكون مدمراً لها، مما يدفعها للرد بقوة غير متناسبة.

– *تصاعد محدود في الجبهات الهامشية:* حزب الله/أنصار الله/الحشد الشعبي ينفذون عمليات دعم، دون تدخل شامل.

-دخول الوسطاء (روسيا، الصين، قطر، سلطنة عُمان) ومع الضغط الدولي لتجميد التصعيد وفرض “تفاهم ردعي غير مكتوب”.

الإكتفاء بنهاية غير حاسمة لكنها رمزية، كل طرف يدّعي النصر: إيران تستعيد كرامة الرد، وإسرائيل تؤكد أنها “ردعت إيران”.

-ايصال *رسائل غامضة عبر وكلاء و من خلال عمليات محدودة في العمق الإسرائيلي* تُنسب إلى “جهات غير معروفة”، تُربك الرأي العام الاسرائيلي و الغربي.

ثانيا: تقنيات و تكتيكات التصعيد في المعركة :

إذا أرادت إيران فرض قواعد الردع من جديد من خلال تصعيد بالمعركة، إما بأسلحة مجهولة أو تقنيات وتكتيكات جديدة، فإيران تملك عدة خيارات، لكنها تحتاج إلى تفعيلها بحذر وذكاء.

1. استخدام *”أسلحة مجهولة منخفضة الكشف Low Signature”* مثل:

أسلحة كهرومغناطيسية (EMP) محدودة التأثير ضد البنية التحتية الإلكترونية في مناطق مختارة.

هجمات سيبرانية معقدة تُعطّل القيادة والسيطرة في الداخل الإسرائيلي، دون أن تترك بصمات مباشرة.

طائرات مسيرة شبحية غير تقليدية بقدرات تشويش أو تصوير في العمق.

2. اختراق الفضاء الإعلامي والوعي النفسي من خلال استخدام أدوات الحرب النفسية لزرع الشك داخل المجتمع الإسرائيلي حول قدرة جيشه على حمايتهم.و استعراض محدود لأسلحة متقدمة (مثل صواريخ فرط صوتية أو مسيرات خارج نطاق الرادار) لإحداث رعب نفسي.

3. تكتيك *”الرد الغامض – The Ambiguous Response”*

تنفيذ عمليات غامضة لا تتبناها إيران رسميًا ولكن تؤثر في الرأي العام والعسكري. استخدام وكلاء غير تقليديين في أماكن غير متوقعة (من أفريقيا إلى آسيا الوسطى).

4. استخدام العلم والتقنية لتغيير قواعد الاشتباك، من خلال استثمار القدرات المحلية لإنتاج تقنيات رادارية وشبكات اتصالات محمية تُفشل الهجمات الإسرائيلية التي تعتمد على تفوق إلكتروني.

تكتيكات التشويش الكهرومغناطيسي و المناطيد الذكية والطائرات الشبحية منخفضة الارتفاع.

5. تطوير دفاعات استراتيجية داخلية، نشر أنظمة اعتراض محلية (مثل بافار-373 أو نماذج جديدة غير معلنة) لحماية المناطق الحيوية ومنشآت القيادة.

خلاصة استراتيجية:

إيران بحاجة إلى تحقيق توازن بين الردع الصلب (العسكري) والردع النفسي-الإعلامي.

*خلاصة استراتيجية:**

-الخيار الأكثر واقعية لإيران هو *الدمج بين المسارين*:استخدام تكتيكات الاستنزاف (أسراب المسيرات/الصواريخ) لاستنفاد دفاعات العدو، مع الكشف المُحسوب عن سلاح جديد محدود (مثل هايبر سونيك) يخلق “رهبة” لدى إسرائيل وحلفائها.

-العامل الحاسم هو *”المصداقية”* : يجب أن تثبت طهران أن لديها الإرادة والقدرة على تنفيذ التهديدات، دون تجاوز الخطوط الحمراء التي تدفع للتصعيد النووي (خصوصاً مع صغر مساحة إسرائيل كما أشرت).

-*”المحفز الأساسي”* لاستعادة الردع ليس “الانتصار” العسكري، بل جعل كلفة الضربات الإسرائيلية باهظة سياسياً واقتصادياً ونفسياً، مع تقديم إيران نفسها كطرف صبور لكنه قادر على المفاجأة.

المعركة المتوازنة دون أسلحة دمار ممكنة، لكنها تتطلب عقلًا استراتيجيا يحسب كل خطوة، مع استثمار ذكي في التكنولوجيا والتكتيك.

التصعيد من خلال “أسلحة مجهولة” لا يعني إعلانها، بل استخدامها بذكاء كأدوات تحريك دون مواجهة مباشرة.

خلاصة الفكرة : *يستحيل فرض الردع من دون تصعيد جديد اما بالتقنيات المجهولة و إما بالتكتيكات الجديدة،* لأن لإعادة الردع عبر الاستمرار و الصمود، تحتاج إيران لخيارات غير تقليدية تحقق “مفاجأة استراتيجية”،  فبدون مفاجأة استراتيجية، فيستحيل عليها ترميم الردع و ذلك إما من خلال:

*أسلحة مجهولة*

1. **نشر أسلحة ردع غير مسبوقة:** مثل إظهار صواريخ هايبر سونيك قادرة على اختراق كل أنظمة الدفاع الإسرائيلية، أو تكنولوجيا تشويش كهرومغناطيسي تعطل بنية إسرائيل التقنية بالكامل.

2. *تفعيل “الردع المائي”* : تهديد فعلي بغلق مضيق هرمز باستخدام صواريخ كروز وسفن سريعة إذا تعرضت لهجوم كبير او قطع الانترنت البحري في مضيق باب المندب.

3. كشف *القدرات الحقيقية الايرانية مبكراً* … تدخل عسكري أمريكي مباشر.. فقدان الدعم الدولي لاسرائيل (بما فيه الروسي والصيني). تفكيك قوى الداعمة لاسرائيل وابعادهم عن بعض من خلال تعارض المصالح

*تكتيكات جديدة*

1. *حرب السايبر الشاملة:* شل البنية التحتية الحيوية (كهرباء، مياه، بنوك) عبر هجمات إلكترونية معقدة مبنية على ذكاء اصطناعي شامل.

. *”حرب الأسراب”:* استخدام مئات الطائرات المسيرة الرخيصة بشكل متزامن من عدة جبهات (سوريا، العراق، اليمن، لبنان) لتجاوز الدفاعات.

*استهداف المصالح الغربية:* ضرب أهداف غير إسرائيلية (مثل القواعد الأمريكية في العراق) ربطاً للمصير لردع الغرب. 1. تصعيد غير محسوب قد يُنظر له كحرب إقليمية.. فقدان عنصر المفاجأة بعد الهجمة الأولى.

العلوم الإنسانية الإسلامية

 

روابط إضافية

مقالات إضافية

ما هی ولاء المافیات الأمريكیة…

ما هی ولاء المافیات الأمريكیة من أصول جنوب آسيوية في حال اندلاع…

التوازن النووي والاحكام الشرعية

*التوازن النووي والأحكام الشرعية* محمد كوراني *كلنا نعرف أنَّ الأحكام الشرعية وُضِعَت…

الدكتور مصطفى شمران، السالك العارف…

 *الدكتور مصطفى شمران، السالك العارف بل العارف الواصل* كتاب الحق والشرعية عند…

مقالات إضافية

ما هی ولاء المافیات الأمريكیة…

ما هی ولاء المافیات الأمريكیة من أصول جنوب آسيوية في حال اندلاع…

التوازن النووي والاحكام الشرعية

*التوازن النووي والأحكام الشرعية* محمد كوراني *كلنا نعرف أنَّ الأحكام الشرعية وُضِعَت…

الدكتور مصطفى شمران، السالك العارف…

 *الدكتور مصطفى شمران، السالك العارف بل العارف الواصل* كتاب الحق والشرعية عند…