القضايا المعاصرة، علم النفس في المنهجية والممارسة ، من كتاب العلوم الانسانية الاسلامية مقدمة الحضارة المشرقة القادمة، محمد كوراني.
في عام 1959 فحص الإحصائي “ثيودور ستيرلنج” نتائج الدراسات النفسية واكتشف أن 97٪ منهم أيدوا فرضياتهم الأولية، مما يدل على احتمال وجود تحيز، وبالمثل وجد فانيللي (2010) أن 91.5٪ من دراسات الطب النفسي/ علم النفس أكدت التأثيرات التي كانت تبحث عنها، وخلص إلى أن احتمالات حدوث ذلك (نتيجة إيجابية) كانت أعلى بخمس مرات تقريبًا من باقي المجالات مثل علوم الفضاء أو الجيولوجيا مثلًا، ويجادل فانيللي أن هذا يرجع إلى أن تقييد الباحثين في العلوم المرنة (النظرية) أقل لتحيزاتهم الواعية وغير الواعية.
وقد سلطت بعض وسائل الإعلام في السنوات الأخيرة الضوء على «أزمة التكرار» في علم النفس مجادلةً بأن العديد من النتائج في هذا المجال لا يمكن إعادة إنتاجها، فلم يتوصل تكرار بعض الدراسات الشهيرة إلى نفس النتائج وقد اتهم بعض الباحثين بالاحتيال المباشر في نتائجهم، وقد أدى التركيز على هذه القضية لتجديد الجهود في مجال إعادة اختبار النتائج المهمة.
نحو ثلثي النتائج التي حظيت بتغطية إعلامية كبيرة في علم النفس لم تكرر، وبشكل عام كانت قابلية تكرر نفس النتائج أقوى في الدراسات والدوريات التي تمثل علم النفس المعرفي من تلك التي تغطي مواضيع علم النفس الاجتماعي، وأحد مجالات علم النفس الفرعية التي لم تتأثر إلى حد كبير بأزمة التكرار كان “علم الوراثة السلوكية” باستثناء بحوث تأثير علاقة الجين المرشح والبيئة على السلوك والمرض العقلي.
في عام 2010، أشار مجموعة من الباحثين إلى تحيز منظومي في دراسات علم النفس نحو فئة معينة من المدروسين بصفات مختصرة بكلمة WEIRD (غربيين، متعلمين، صناعيين، أغنياء وديمقراطيين)، على الرغم من أن 1/8 الأشخاص فقط من جميع أنحاء العالم يقعون ضمن هذه الفئة، إلا أن 60-90 ٪ من دراسات علم النفس تجرى على عينات منها.
يلتمس بعض المراقبين وجود فجوة بين النظرية العلمية وتطبيقها، وتحديدًا تطبيق الممارسات السريرية غير المدعومة أو غير السليمة، ويشير النقاد لوجود زيادة في عدد البرامج التدريبية للصحة النفسية التي لا ترسخ الكفاءة العلمية.
عيوب التأمل الباطني: أنها تعمل موضوع اللاشعور و استحالة ملاحظة الظواهر في حالة حدوثها ولكنها تسترجع بعد حدوثها والصورة المسترجعة تكون أضعف من الأصل عامة. لا يستطيع الإنسان أن يلاحظ نفسه في نفس وقت الظاهرة، أي أنه لا يستطيع أن يقوم بعمليتين عقليتين في آن واحد.
كنموذج لهفوات وثغرات نظريات علم النفس الغربي تعد نظرية التحليل النفسي (Psychoanalysis) واحدة من النظريات الأكثر شهرة في علم النفس، إلا أن هناك بعض الانتقادات الموجودة حولها، ومنها:
1- النظرية غير مبنية على أسس علمية: يعتقد بعض النقاد أن هذه النظرية لا يمكن التحقق منها تجريبيًا، وأنها ليست علمية بمعنى أنها لا تستند إلى أسس علمية قابلة للتحقق.
2- تركيز النظرية على أفعال الأفراد في الماضي: يؤكد البعض أن التحليل النفسي يركز على عوامل تاريخية، ولا يولي الاهتمام الكافي للوضع الحالي للفرد وبالتالي فإن التطبيق العملي للنظرية باستخدام بعض الطرق المختلفة لعلاج المشكلات النفسية، قد لا يؤدي إلى النتائج المرجوة.
3- قلة الدعم العلمي: يؤكد بعض النقاد أن التحليل النفسي لا يحظى بقدر كاف من الدعم العلمي، وأن الدراسات التي انشئت لاختبار النظرية قد لم تكن ذات جودة عالية ولا تعد من الدراسات الموثقة.
4- التعامل المحدود مع العوامل الاجتماعية: يؤكد بعض النقاد أن النظرية لا تأخذ في الاعتبار العوامل الاجتماعية، مثل الثقافة والتربية والعوامل الدينية التي قد تؤثر على حياة الفرد، وبالتالي فإن استخدام تحليل نفسي كأداة للعلاج قد يكون غير فعال لبعض المجتمعات.
5- الاهتمام الشديد بالنمط النمطي للشخصية وتجاهل التفاوتات الفردية.
6- تقييم الشخصية من خلال قائمة من الصفات الثابتة والمختارة مسبقًا، دون مراعاة التغيرات الزمنية التي يمر بها الفرد.
7- استخدام الإحصاءات والأرقام بدلاً من التركيز على الأحاسيس والتجارب الحقيقية للفرد.
8-الإفراط في التركيز على المتغيرات النفسية داخل الفرد دون الاهتمام بالعوامل الاجتماعية والثقافية الخارجية التي تتأثر بها الشخصية.
9-القدرة المحدودة على تفسير مناقشات الأحلام والتوقعات النفسية الأخرى والتي يشعر بعض المعترضين أنها تزيد من نسبة الخطأ التوقعي وتقلل من دقة النتائج.
خطورة عدم رعاية المعايير الاخلاقية في التجارب
اهتمام علماء النفس بوضع معاير الأخلاقية وآداب المهنة تدل على أن هناك تجاوزات اخلاقية في ابحاث علم النفس وتجارب المختبرات وهناك قيودات جديدة على ابحاث و كلا الموضوعين يدل على خضوع هذا العلم الى اعتبارات غير علمية
تغيرت المعايير الأخلاقية مع مرور الوقت، وتعتبر بعض الدراسات السابقة الشهيرة غير أخلاقية اليوم وتنتهك القوانين المعمول بها الآن (قانون الأخلاقيات لرابطة علم النفس الأمريكية، والقانون الكندي للبحوث المتعلقة بالبشر، وتقرير بلمونت).
وأهم المعايير المعاصرة هو الإبلاغ والموافقة الطوعية، فقد تم تأسيس «كود نورمبرج» بعد الحرب العالمية الثانية بسبب الإساءات النازية للأشخاص المدروسين (محل التجربة)، ولاحقًا اعتمدت معظم البلدان (والمجلات العلمية) إعلان هلسنكي، وفي الولايات المتحدة أنشأت معاهد الصحة الوطنية «مجلس المراجعة الأخلاقية» في عام 1966، وفي عام 1974 اعتمدت قانون البحوث الوطني (HR 7724).
الأبحاث على البشر
لدى أقسام علم النفس الجامعية لجان أخلاقيات مكرسة لحقوق وسلامة المدروسين (محل الدراسة والتجربة)، ويجب على الباحثين الحصول على موافقتهم قبل أي إجراء على تجربة لحماية مصالح المشاركين البشريين والحيوانات المخبرية.
ومن أهم القضايا الأخلاقية: الممارسة ضمن مجال الاختصاص، والحفاظ على السرية مع المرضى، وتجنب العلاقات الجنسية معهم، وهناك مبدأ آخر مهم هو الموافقة المسبقة، أي أن المريض أو الشخص المدروس يجب أن يفهم ويختار بحرية الإجراء الذي يخضع له.
الممارسات الإكلينيكية لعلم النفس ،
من المستحيل ان تستطيع الحضارة الغربية صيانة الممارسات الاكلينيكية و النتائج العملية لعلم النفس و الطب النفسي من الانتهازية والفساد والانحراف لفقدانها ملكة العدالة وملكة التقوى في ثقافتها،
هناك قلق يسود أوساط علم النفس حول الفجوة الموجودة بين النظرية العلمية والتطبيق العملي، خاصةً فيما يتعلق بتطبيق الممارسات الإكلينيكية غير المؤكدة أو غير الصحيحة. يقول الباحثون أمثال “بيرستين” (2001) إن هناك زيادة كبيرة في عدد البرامج التدريبية للصحة النفسية التي لا تؤكد على أهمية التدريب العلمي. [53] وفقًا لـ “ليلينفيلد” (2002)، ظهرت في العقود الأخيرة مجموعة متنوعة من الأساليب العلاجية بعلم النفس غير المثبتة والضارة أحيانًا، ومنها تسهيل عملية التواصل مع الأطفال المصابين بمرض التوحد. كما ظهرت أساليب مقترحة لاسترجاع الذاكرة (مثل، النكوص العمري التنويمي والتخيل التصويري الموجه ومعالجة الجسد بالطب البديل) وأساليب العلاج بالطاقة (مثل، العلاج بحقول التفكير وتقنية الحرية النفسية) وأساليب العلاج الروحاني الحديثة (مثل، إعادة الميلاد وreparenting المهتم بعلاج الأمراض النفسية الناتجة عن سوء معاملة الطفل في الصغر والعودة إلى الحياة السابقة والعلاج الأولي والبرمجة اللغوية العصبية) وقد ظهرت هذه الطرق العلاجية أو حافظت على شعبيتها في العقود الحالية.[54] وفي عام 1984، أشار “ألين نيورينجر” إلى رأي مماثل في مجال التحليل التجريبي للسلوك.
أسئلة إضافية برسم علماء النفس :
1.هل المعالجون نفسيا يرجعون الى الحياة الطبيعية و يحملون الخير في فطرتهم ؟
2.لماذا بعض المعالجون نفسيا هم أنفسهم يواجهون مشاكل نفسية في النهاية ؟
3.هل صحيح بأن الطب النفسي يؤخر المشكلة فقط ولا يعالجها بشكل أساسي ؟
4.لماذا بعض الاطباء النفسيون خاصة المشهورون منهم مثل فرويد ينتحر في النهاية ؟
5.على الرغم من أن تخصص علم النفس المعاصر نشأ قبل حوالي قرن، إلا أن العلماء المسلمين ناقشوا قضايا في علم النفس البشري لأكثر من ألف عام ولديهم خبرات عملية عميقة في بعض محاور علم النفس، لماذا لم يستفاد من هذه الخبرات العملية؟
ملاحظة : بعض علماء النفس المسلمون المعاصرون يحاولون دمج بعض المفاهيم الاسلامية بعلم النفس الحديث دون المساس بالاسس والقواعد المتعارضة بين الاسلام و العلمانية الملحدة الموجودة في علم النفس الغربي و هذا لا يجعل من هذا العلم، علم النفس الاسلامي بتاتا. والمناقشات حول علم النفس البشري التي وردت في التراث العلمي الإسلامي التقليدي أيضا لا يدل على حقيقة علم النفس، لأن علم النفس المقصود هو بنفسه تطور في القرون المتأخرة و ما هو موجود في التراث الاسلامي، معالجات دينية للحالات المريضة وليس علم نفس حقيقي.