المرآة في الحضارة المثالية

من كتاب خصائص الحضارة المثالية القادمة ، محمد كوراني

المرأة في الحضارة المثالية، لا تنخدعوا بالشعارات الطنانة والرنانة حول المرأة ! صحيح بأن هناك خطابين حول المرأة في الشريعة، الخطاب التحبيبي والخطاب الحقيقي السردي، ولكل منهما فوائد. لكن الخطاب المعسول المبالغ، حول حقوق المرأة في الدين في النهاية لا يجدي نفعاً إذا كان بعيداً عن الواقع لأن هناك مسؤولية دينية أخروية، وإذا لم يساعد المرأة على بناء أفضل بيئة لها، للتخلص من السموم الإجتماعية والأمراض الحضارية، فنحن نريد أن نعرض لكم المرأة كما هي وكما يراد منها أن تكون لتصبح مثالية.

فقط في السيرك يفتخرون بأن المرأة عندهم تقفز أكثر من الرجال! فقط في السيرك يمدحون المرأة بأن وحدها تستطيع الدخول في أنبوب رفيع والرجال ليس بمقدورهم فعل ذلك، فقط في السيرك يفضلون المرأة على الرجال لأنها تجلب لهم عيون أكثر ومشاهدين أكثر. أما في واقع الحياة فلا يمكن أن نفتخر بالمرأة بهذه الصفات ونمدحها بهذه الأمور. فلا تنخدعوا بالشعارات الطنانة والرنانة، لأن الجنة بأثمانها.

بعيداً عن هذه الشعارات الطنانة والرنانة، في الحضارة المثالية لا يوجد إمرأة عادية، لا يمكن الكلام عن المرأة والرجل في الحضارة المثالية إلا عندما يكونا مثاليان، فالمرأة في الحضارة المثالية هي المرأة المثالية، لماذا يعتقد البعض بأن المرأة المثالية بأن تكون كالرجال؟ هذا ما يروج له أصحاب المعامل وأصحاب الكازينوهات ممن يحتاجون ليد عاملة وغير عاملة.

بعيداً عن الشعارات الطنانة والرنانة، المرأة المثالية تكون مثالية من خلال الإنسانية والأخلاق وليس من خلال تغليب الأنوثة على الإنسانية! فالإنسانية هي القاسم المشترك وهي المثل الأعلى للمرأة المثالية، المرأة تكون مثالية عندما تكون إنسانة والرجل يكون مثاليا عندما يكون إنسانا. والأنوثة والرجولة تشكل الفارق المساعد للوصول الى الإنسانية.

بعيداً عن الشعارات الطنانة والرنانة، الإنسانية المثالية أيضا بأن تكون المرأة أنثى والرجل رجل ،وشعارالمساوات هنا شعار خادع جداً ولا أحد يسأل لماذا الطير يطير في السماء والسمك يسبح في أعماق المحيط، فالبيئة المناسبة والمثالية لكل منهما هو ما خلق من أجلهما، من يعلم بتفاصيلهما، ومن يريد أن يطير الفيل فهو يصطفي ما يحلو له.

بعيداً عن الشعارات الخادعة والماكرة، تتعامل المرأة الإنسانة والرجل الإنسان مع بعضهما، بالإنسانية والنظام، الإنسانية تؤدي إلى ظهور الباطن المثالي في أنفسهم، وضميرهم وفطرتهم المثالية، وبالتالي الرضى الباطني والنظام يؤديان إلى التنسيق والتناسق بينهم في المجتمع و ثمرة النظام في المجتمع هو “السعادة التامة والرضى العام”.

بعيدا عن الشعارات الخادعة والماكرة، المرأة الطبيعية الإنسانة، تكون إبنة مثالية، أخت مثالية، زوجة مثالية، وأم مثالية، والرجل الطبيعي الإنسان يكون الإبن المثالي، الأخ المثالي، الزوج المثالي، والأب المثالي، و أي خلل في هذه المنظومة المتكاملة، تبعدنا بنسب متفاوتة عن الإنسانية والمجتمع الإنساني، والكل يتحمل مسؤوليته والمخلّ أول ما يضرّ يضر بنفسه و بدنياه وآخرته قبل أن يخلّ بالمنظومة الكاملة.

بعيداً عن الشعارات الخادعة والماكرة، التعامل المثالي والذي يقلل من نسب الظلم والقهر، لا يتحقق الا بالقيم الأخلاقية المثالية، والنظام والمجتمع المثالي وليس فقط بفرض قوانين متشددة وصارمة وهو جزء من النظام وليس كله، لأننا فؤجئنا في دول متطورة عندما تزول سلطة القانون، تزول أيضاً الإنسانية. لكن عندنا في وطيس الحرب والعطش تبقى القيم الإنسانية صارمة.

بعيداً عن الشعارات الخادعة والماكرة، القيم والنظام المثاليان قائمان على منظومة فكرية عقائدية ليست موجودة الا في الدين المثالي، الذي يتعقد بأن الحياة الأبدية تكون أيضاً مثالية للإنسان، بعد أن وعد بالحضارة المثالية وهي الحياة المثالية في الدنيا.

بعيداً عن الشعارات الخادعة والماكرة، المنظومة الفكرية العقائدية المثالية في المجموع تسعى للحصول على أكبر درجة من الرضى والسعادة في المرأة والرجل في كل تصرفاتهما، لينالا السعادة المستدامة والرضى الأعلى درجة.

بعيداً عن الشعارات الطنانة والرنانة، المنظومة الفكرية العقائدية المثالية تسعى الى ايجاد بيئة مثالية للبشرية، لتكون الإبنة مثالية ، والأخت مثالية، والزوجة مثالية، والأم مثالية، بأكبر قابلية ممكنة، إلى جانب الأبن المثالي ، والأخ المثالي، والزوج المثالي، والأب المثالي. والعمل والشغل ليس عيبا، لكن أن تكون المرأة مثلا سائق كاميون لا يتناسب الأنوثة المثالية …

فيكفي هذا الفضل والمدح للمرأة المثالية بأن المرأة المثالية تبني الأسرة والعائلة المثالية، وليس الخادمة والصانعة والأسرة المثالية تبني المجتمع المثالي، فإذاً المرأة المثالية هي التي تبني الحضارة المثالية بالتركيز على عقلها الإداري وليس على أنوثتها الوظيفية.

وفي هذا الإطار لا تستخفوا أبداً ولا تقللوا أبداً من القيم الإنسانية الراقية والحضارية والسامية وعلى رأسها الصبر، الحياء والغيرة بحسب المنظومة الفكرية الإنسانية المتكاملة لتصنع البيئة المناسبة ولتأخذ المرأة الى مكانتها الصحيحة في الحضارة المثالية.

فمن المبشر للخير والمبعث للأمل بأن أصبحنا اليوم قاب قوسين وأدنى من بداية الحضارة المثالية، فالمرحلة الإنتقالية التي نعيشها اليوم لا تدوم كثيرا بحكم طبعيتها السريعة والمتقلبة، وعلينا أن نمهد أنفسنا للحضارة المثالية بالصبر والجهد والسعي والاستقامة، لأن الحضارة المثالية تحتاج الى نساء مثاليات ورجال مثاليون ولا مكان فيه للعارضات والمسترجلات والمتكالبات والمستذئبات ولا للمحتالات والمخادعات والشهوانيات والرجال الشبيهون بهم. فجمال المرأة بإنسانيتها وما تكتسب من أخلاق وفضائل وعطاء وتضحية.

روابط إضافية

مقالات إضافية

كيف عوّض الغرب حرمانه من…

كيف عوّض الغرب حرمانه من الروحانية وسقوطه في الماديّة القاتلة – د.…

كفى قوانين لا تنفذ الا…

من كتاب خصائص الحضارة المشرقة المستدامة القادمة، محمد كوراني كفى قوانين لا…

القانون والشريعة والدين في الحضارة…

من كتاب الحضارة المشرقة المستدامة القادمة – محمد كوراني القانون والشريعة والدين…

مقالات إضافية

كيف عوّض الغرب حرمانه من…

كيف عوّض الغرب حرمانه من الروحانية وسقوطه في الماديّة القاتلة – د.…

كفى قوانين لا تنفذ الا…

من كتاب خصائص الحضارة المشرقة المستدامة القادمة، محمد كوراني كفى قوانين لا…

القانون والشريعة والدين في الحضارة…

من كتاب الحضارة المشرقة المستدامة القادمة – محمد كوراني القانون والشريعة والدين…